هذا ، ولم نجد نصّاً واحداً في اللغة
العربيّة تفسّر التقيّة بالنفاق ، بل كلّ ما هنا لك من معاجم اللغة من الفريقين هو
تفسيرها بالتحذّر والتحفّظ والتخوّف.
قال في مجمع البحرين
: قال تعالى : وإلّا أن تتّقوا منهم تقاة .. أي إتقاء مخافة القتل ... والتقيّة والتقاة
اسمان موضوعان موضع الاتقاء.
وقال في مرآة الأنوار
: إتقيت الشي تقيّة وتقاة : حذرته.
وقال في لسان العرب
: اتقيت الشيء ، وتقيته ، واتقيه واتقيت الشيء : حذرته.
وفي نهاية الأثيريّة
: توقّى واتّقى بمعنى ، وفي حديث معاذ : توقّ كرائم أموالهم .. أي تجنّبها ولا
تأخذها في الصدقة.
ومنه الحديث «تبقّه وتوقّه» أي استبق
نفسك ولا تعرضها للتلف ولا تعرضها للآفات.
وفي المعجم الوسيط
: التقيّة : الخوف والحذر.
وعلى الجملة ، يظهر بوضوح أنّ التقيّة
في مفهومها الموضوعي من لغة العرب واستعمالهم ليست من النفاق في شيء ، بل تنطبق
هذه الكلمة على مفهوم المداراة. ومن البديهي أنه لا علاقة ولا مشابهة ولا أدنى
مناسبة بين المداراة وبين النفاق الذي افتراه ابن تيميّة وشبّه به الشيعة باليهود
الذين هو أولى بملتهم وبغضهم وعدائهم لآل الرسول صلى الله عليه وآله.
٢ ـ حكم التقيّة
ممّا يشهد باختلاف موضوع التقيّة عن
النفاق إختلاف حكمهما.
__________________