البزاني (١) ، أنا أبو عمر عبد الله بن محمد بن أحمد (٢) بن عبد الوهاب السلمي (٣) ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الزهري ، نا عمّي عبد الرّحمن (٤) بن عمر رستة (٥) ، نا أبو عاصم ، نا طلحة بن عمرو ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : لما أهبط الله آدم من الجنة كان رأسه في السماء ورجليه في الأرض فوضع يده على رأسه فطأطأه سبعين باعا ، فقال : يا ربّ ما لي لا أسمع صوت الملائكة قال : خطيئتك ، وقال إن لي بيتا فاذهب فطف به واذكرني حوله نحو ما رأيت الملائكة يصنعون حول العرش ، قال : فأقبل آدم يتخطى الأرض موضع كل قدم قرية وما بينهما مفازة حتى أتى مكة فرفع البيت.
قال : ونا عمي ، نا عبد الأعلى ، نا هشام بن حسان ، عن سوّار صهر (٦) عطاء ، عن عطاء (٧) : أن آدم لما أهبط إلى الأرض كانت قدماه في الأرض ورأسه في السماء ، وكان يسمع تسبيح الملائكة وأصواتهم ، وكانت الملائكة تهابه فشكت ذلك إلى ربها فقيل له : ـ يعني تواضع ـ فلما فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم شكى ذلك لربه عزوجل فقيل له : خطيئتك فعلت بك ذاك ، غير أني سأهبط معك بيتا تحفّ حوله فطف كما رأيت الملائكة تطوف حول العرش ، فكانت موضع كل قدم قرية ، وما بينهما مفازة ، فأتاه فطاف وصلّى عنده فلم يزل كذلك حتى كان زمن الطوفان حين غرّق الله قوم نوح فرفع البيت حتى بوّأه الله عزوجل لإبراهيم فوضعه على أساسه (٨).
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور ، أنا محمد بن العباس المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس ح.
__________________
(١) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى بزان وهي قرية من قرى أصبهان. وترجم له باسم : المطهر بن عبد الواحد البزاني.
(٢) سقطت اللفظة من عامود نسبه في الأنساب (البزاني).
(٣) في الأنساب (البزاني) : الأصبهاني.
(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٤٢ (٨٧).
(٥) ضبطت عن التبصير ٢ / ٦٠٣.
(٦) في الطبري ١ / ١٢٣ ختن عطاء. وهو سوار بن داود المزني أبو حمزة الصيرفي البصري ، ترجمته في تهذيب التهذيب ٢ / ٤٥٢.
(٧) هو عطاء بن أبي رباح ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٧٨.
(٨) الخبر في تاريخ الطبري ١ / ١٢٣ باختلاف بعض ألفاظه.