قال (١) : ونا أبي ، والحسين (٢) بن محمّد قالا : نا أحمد بن محمّد بن عمر قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما ، وما ذاق شيئا إلّا مقدار ربع سويق. كل ليلة كان يشرب شربة ماء ، وفي كل ثلاث ليال يستفّ حفنة من السويق. فرجع إلى البيت ولم ترجع إليه نفسه إلّا بعد ستة أشهر ، ورأيت مؤقيه قد دخلا في حدقتيه.
أخبرنا أبو المظفّر ، أنا أبو بكر ، أنا أبو الحسين بن بشران ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمّد (٣) بن عمر بن حفص المقرئ ابن الحمّامي ، وأبو عبد الله محمّد بن أحمد بن أبي طاهر بن البيّاضي ـ ببغداذ ـ قالوا : أنا أحمد بن سلمان ، نا محمّد بن يونس ، قال : سمعت سليمان بن داود يقول : حضرت أحمد بن حنبل باليمن وقد رهن سطلا (٤) عنده عند فامي (٥) فجاء يفتكّه فأخرج إليه سطلين وقال : خذ أيّهما سطلك. قال : لا أدري فلم يأخذه وترك الفكاك عليه قال سليمان فقلت للفامي : أخرجت سطلين إلى رجل من أهل الورع ، والسطول تتشابه حتى شك فيه؟ فقال : والله إنه لسطله بعينه. قال : فسمعت أحمد بن حنبل يقول له : أنت في حلّ منه ومن الفكاك.
أخبرنا أبو علي المقرئ ـ في كتابه ـ أنا أبو نعيم الحافظ (٦) ، نا الحسين (٧) بن محمّد ، نا عمر بن الحسن القاضي ، نا محمّد بن حاتم بن أبي قماش ، قال : قال حمدان بن سنان الواسطي : قدم علينا أحمد بن حنبل ومعه جماعة قال : فنفدت (٨) نفقاتهم قال : فبررتهم فأخذوا (٨). قال : وجاءني أحمد بن حنبل بفروة ، فقال لي : قل لمن يبيع هذه فيجئني بثمنها فاتّسع به قال : فأخذت صرة دراهم فمضيت بها إليه فردّها.
__________________
(١) حلية الأولياء ٩ / ١٧٩.
(٢) عن الحلية وبالأصل «الحسن».
(٣) كذا بالأصل «بن محمد» في عامود نسبه ، وهي مقحمة ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٠٢ (٢٦٥) ولم ترد لفظة «محمد» في نسبه.
(٤) بالأصل «سلطا» وقد صححت بتقديم الطاء على اللام في الخبر.
(٥) الفامي : نسبة إلى بيع الفواكه اليابسة ، ويقال لبائعها أيضا البقال (اللباب : الفامي ٢ / ٤١٠).
(٦) حلية الأولياء ٩ / ١٧٩.
(٧) ورد هنا في الحلية «الحسن» خطأ.
(٨) ما بين الرقمين في حلية الأولياء : قال : فنفدت نفقاتهم فأخذوا.