ومهما كان الامر فقد اتفقت كلمة طبقة الرجاليين على وثاقة أحمد الابن في نفسه غير أنه يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل (على تعبير النجاشي) وأكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل (على تعبير الشيخ الطوسي) ونقل العلامة في الخلاصة عن ابن الغضائري انه طعن عليه القميون وليس الطعن فيه وإنما الطعن فيمن يروى عنه فانه كان لا يبالي عمن يأخذ على طريقة أهل الاخبار فتأمل في هذا المنقول.
وعد من أصحاب الامامين الجواد والهادي عليهما السلام وروى عن الرضا عليه السلام في الكافي ج ١ / ٢٣٤ ومن الحق أن الرواية عن الضعفاء وكذا ضعف الرواية واعتماد المراسيل لا يقتضى تضعيف الراوي الثقة الذي أجمع أهل الرجال على وثاقته ومن المعلوم ان الاخذ بالمراسيل أمر نظري واجتهادي والمسألة فيه خلافية ورواية عظماء الرواة عن الرجال الضعفاء غير عزيزة ولكثيرة والذي يوهن كل خطب إنما هي عدالة الراوي ووثاقته وعدم معروفية كذبه وتدليسه ولقد صدق ذلك من لم يعلم أي غرض ومرض فيه في كتابه (١) ومع ذلك ذكر ان الرجل مكثر فوق حد التقوى ، نعم المجاوز حد التقوى من عمل التناقض ومن عد أكابر الرواة من قبيل أبي حمزة الثمالي والبرقي في قسم الضعفاء بشبهة : ان الاول شرب النبيذ استنادا إلى روايتين ضعيفتين سندا ودلالة ولو ثبت لقد شرب النبيذ الحلال لا الحرام فانه في زمانه كان كسلمان أو لقمان في زمانه وخدم أربعة من الائمة وكان من خواص أصحابهم عليهم السلام وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث (٢) أو ليست هذه الحقيقة حاكمة على التخيل الباطل ، وشرب النبيذ الحلال كان متداولا في تلك الازمان فقد ورد عليه أخبار وآثار منها في البحار ٥٠ / ١٠١ برقم ١٣ وبقية الكلام على هذا في محل آخر ويأتى نبذ منه في أواخر ترجمة محمد بن سنان.
__________________
(١) ـ فقد أخذ مفاد الرواية البيانية لحماد بن عيسى وسائر التراجم لثقات الرواة سخرية مجعولة وسوف تقرأ في هذه الحلقة ص ٢٧٢ ... دفاعنا عنها.
(٢) ـ معجم رجال الحديث ٣ / ٣٨١ ـ ٣٨٥.