فالميزان حقّ يلزم الاعتقاد به وإن كان وقع الاختلاف في معناه وكيفيّته ، لذلك قال العلّامة المجلسي :
«فنحن نؤمن بالميزان ونردّ علمه إلى حملة القرآن ، ولا نتكلّف علم ما لم يوضح لنا بصريح البيان» (١).
ولذلك أيضاً نقل السيّد شبّر الأقوال في الميزان والموزون عن الشيخ المفيد والشيخ البهائي والمفسّرين والمتكلّمين ثمّ قال هو قدس سره :
«والأحوط الأولى الايمان بالميزان وردّ العلم بحقيقتها إلى الله وأنبيائه وخلفائه ، ولا نتكلّف علم ما لم يوضّح لنا بصريح البيان ، والله العالم بحقيقة الحال».
ولعلّ من الصحيح أن نقول في مقام الجمع ، بل لظاهر التعبير في الآية المباركة بالموازين بصيغة الجمع ، وبقرينة الأحاديث الشريفة : انّ الموازين متعددة ، فكلّ ما يوزن به العمل ويقدّر به الفعل ويميّز به الحق عن الباطل والمقبول عن المردود ، ويكون محكّاً للعمل ، يكون ميزاناً.
فمن الموازين نفس أميرالمؤمنين عليه السلام كما تلاحظه في السلام عليه بميزان الأعمال في زياراته الشريفة.
مثل زيارته المطلقة التي يرويها المفضّل الجعفي عن الامام الصادق عليه السلام :
«السلام على ميزان الأعمال ، ومقلب الأحوال ، وسيف ذى الجلال» (٢).
وكذا مثل زيارته الاخرى المرويّة عن الامام الباقر عليه السلام :
«السلام على يعسوب الايمان ، وميزان الأعمال» (٣).
ومن الموازين الأئمّة الطاهرين سلام الله عليهم أجمعين كما تلاحظ ذلك في أحاديث
__________________
(١) البحار : ج ٧ ، ص ٢٥٣.
(٢) مصباح الزائر : ص ١٢٦.
(٣) المستدرك : ج ١٠ ، ص ٢٢٢ ، ب ٢١ ، ح ١.