جمع الصورة لكان يقول
عزّ اسمه (ونفخ فيها).
ثالثاً : ينافي الدعاء الثالث من
الصحيفة السجاديّة المباركة التي جاء فيه في الصلاة على الملائكة المقرّبين :
«وإسرافيل
صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر منك الاذن وحلول الأمر ، فينبّه بالنفخة صرعى رهائن
القبور).
فلا
يتمّ تفسير نفخ الصور بنفخ الروح في صُوَر الأشخاص ، كما ادّعاه بعض ، بل الصحيح
هو معناه المعهود يعني : نفخ إسرافيل في الصور للفناء والاحياء .
وحصيلة
الكلام في المقام هو :
أن
نفخ الصور هو نفخ إسرافيل في الصور للفناء والاحياء.
والفناء
هو هلاك الخلق واضمحلاله ، كما أن الاحياء هو بعثه ونشوره.
وإسرافيل
هو الملك المقرّب الالهي الذي تلاحظ علوّ شأنه في مثل حديث جابر الجعفي عن الامام
الباقر عليه السلام انه وصفه جبرائيل بقوله :
«إنّ
ـ إسرافيل ـ حاجب الرب ، وأقرب خلق الله منه ، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ،
فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ، ثمّ ألقاه إلينا
فنسعى به في السماوات والأرض.
إنه
لأدنى خلق الرحمن منه ، وبينه وبينه تسعون حجاباً من نورٍ يقطع
دونها الأبصار ، ما يعد ولا يوصف.
وإني
لأقرب الخلق منه وبيني وبينه مسيرة ألف عام»
.
هذا ... ونفخ الصور والفناء والاحياء قد
ثبت بدليل الكتاب والسنّة.
__________________