الفزع
والأهوال إلى الأبدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار ، فهي بمنزلة
النائم إذا رأى الأهوال.
فلا
تزال تلك الأبدان فزعة ذعرة ، وتلك الأرواح معذبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات
المشخوطات الملعونات المصفوفات مسجونات فيها لا ترى
روحاً ولا راحةً إلى مبعث قائمنا ، فيحشرها الله من تلك المركبات فترد في الأبدان
، وذلك عند النشرات فتضرب أعناقهم ، ثم تصير إلى النار أبد الآبدين ودهر الداهرين»
.
٥ ـ حديث الأصبغ بن نباتة ذكر فيه :
«أن
أميرالمؤمنين عليه السلام خرج من الكوفة ، ومر حتى أتى الغريّين فجازه ، فلحثناه
وهو مستلق على الأرض بجسده ليس تحته ثوب.
فقال
له قنبر : يا أميرالمؤمنين ألا أبسط ثوبي تحتك؟
قال
عليه السلام : لا ، هل هي إلا تربة مؤمن أو مزاحمته في مجلسه؟
قال
الأصبغ ، فقلت : يا أميرالمؤمنين تربة مؤمن قد عرفناه كانت أو تكون ، فما مزاحمته
في مجلسه؟
فقال
عليه السلام : يا ابن نباتة لو كشف لكم لرأيتم أرواح المؤمنين في هذا الظهر حلقاً
يتزاورون ويتحدثون.
إن
في هذا الظهر روح كل مؤمن ، وبوادي برهوت نسمة كل كافر»
.
إذن فبقاء الأرواح حق بالدليل الصراح ، من
الآيات الظاهرة ، والأحاديث الزاهرة.
مع ما عرفت من الاجماع عليه فيما تقدّم
عن حقّ اليقين فيه.
ولأجل بقاء الأرواح بعد الموت وإحساسها
الحياة صحّ مخاطبتها وتوجيه الكلام إليها
__________________