وخلود الكافرين
والمخالفين بالعذاب والعقاب فلا يصحّ دعوى انقلاب العذاب الى العذب كما ادّعاه بعض
المنحرفين.
فلنبدأ أوّلاً بأدلّة اثبات الجنّة
والنار من الكتاب والسنّة.
ثمّ نذكر أدلّة الخلود في الجنان أو النيران
، وكيفيّة النعيم المقيم ، أو العذاب الأبدي الأليم.
ثمّ نختم الكلام بما يناسب المقام كذكر
الأعراف.
فالمباحث ثلاثة والله المستعان وعليه
التكلان.
المبحث الأوّل : اثبات
الجنّة والنار
اثبات الجنّة والنار من القرآن الكريم
والأحاديث الشريفة :
أمّا الجنّة :
١ ـ في القرآن الكريم :
وأدلّة الجنّة في القرآن الحكيم في غاية
الكثرة وكذلك في سنّة الهداة المعصومين.
وكيف يمكن توصيف نعيمها وقد أخبر الله
تعالى عنها بقوله :
(فَلَا تَعْلَمُ
نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) وأخبر عنه المعصوم عليه السلام بحديثه
: «فيها
ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر»
وهل يمكن درك حقيقة وغاية وكُنه ذلك النعيم.
فهو نظير أن يبين للطفل في بطن أُمّه ـ
لو كان رابطة للانسان معه ـ لذائذ الأطعمة الشهيّة ، والأوراد الزاهية ، ونسيم
الربيع ، ومناظر البحر الوسيع ، وجمال الطبيعة وآفاق الحقيقة في هذا العالم الذي
لم يخرج إليه الطفل.
كم يدرك الطفل منها اذا كان يدرك؟
هكذا أدراكنا لما يكون في العالم الآخر
، ففي جنّتها نعيم يوصف ولكن لا يدرك كنهه.