وكان الحسن عليهالسلام ، اذ ينطوي على هذا الشجى ، لا يلبث ان
يستروح الامل ـ أحياناً ـ بما يجده في صحابة أبيه البهاليل من النجدة والحيوية
والمفاداة وشمائل الاخلاص الذي لا تشوبه شائبة طمع في دنيا ، ولا شائبة هوى في
سياسة.
ومن هؤلاء ، القواد العسكريون ،
والخطباء المفوّهون. والفقهاء والقراء والصفوة الباقية من بناة الاسلام. كانوا ـ
بجدارة ـ العدة التي يستند عليها امير المؤمنين ، في حربه وسلمه. وكانوا ـ بحق ـ
دعامة العهد الهاشمي فيما تعرض له هذا العهد ، من زلازل وزعازع واخطار.
وكانوا المسلمين الذين وفوا لرسول اللّه
صلىاللهعليهوآله ، فيما
واثقوه عليه في ذريته ، بأن يمنعوهم بما يمنعون به انفسهم وذراريهم. فلم لا يستروح
الحسن بهم روائح الامل لقضية ابيه ، بل لقضية نفسه.
وكانوا المؤمنين الذين آمنوا بكلمات
اللّه في اهل بيت نبيهم وذوي قرباه وآمنوا بوصيّنبيهم ، وبمراتبه التي رتبها اللّه
له أو رتّبه لها. وفهموا علياً كما يجب أن يفهم. وعليٌّ هو ذلك البطل الذي لم يحلم
المسلمون بعد رسول اللّه (ص) بمثله ، اخلاصاً في الحق ، وتفادياً في الاسلام ،
ونصحاً للمسلمين ، واستقامة على العدل ، واتساعاً في العلم. ولن ينقص علياً في كبرياء
معانيه ، جحود الآخرين فضائله ومميزاته ، ولهؤلاء الآخرين من مطامعهم واهوائهم شغل
شاغل يملأ فراغ نفوسهم. وما في ملاكات علي عليهالسلام
متسع للاهواء والمطامع. فليكن هؤلاء ـ دائماً ـ في الملاكات البعيدة عن علي ،
وليكونوا في المعسكر الذي يقوم على المساومة بالمال والولايات ..
وليكن مع علي زمرته المنخولة تلك ،
المسلمة اسلامها الصحيح امثال عمار بن ياسر ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ،
وحذيفة بن اليمان ، وعبد اللّه وعبد الرحمن ابني بديل ، ومالك بن الحارث الاشتر ،
وخباب بن الارت ، ومحمد بن ابي بكر ، وابي الهيثم بن التيهان ، وهاشم بن عتبة