وبحق أقول لكم ان الزق
إذا لم ينخرق يوشك يكون وعاء العسل كذلك القلوب ما لم تخرقها الشهوات أو يدنسها
الطمع أو يقسيها النعيم فسوف تكون أوعية الحكمة .
٣
ـ وروى فيما أوحى الله تعالى إلى داود يا
داود حذر
وأنذر أصحابك من كل الشهوات فإن القلوب المتعلقة بشهوات الدنيا عقولها محجوبة عنى .
٤
ـ وفي الحديث من اكل طعاما للشهوة حرم
على قلبه الحكمة.
ويحتاج صاحبها إلى
ثلاثة أشياء :
الأول
: قطع الطمع عن الخلق.
الثاني
: ان ييأس من شئ ويأنس بالله سبحانه كما
سيجئ في صفاتهم حتى قال قائلهم :
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى
|
|
وصوت انسان فكدت أطير
|
الثالث
: الهيبة بحيث لا يجرأ الراغب في الدنيا
ان يذكر بين يديه شيئا منها فربما ثارت نفسه وانبعثت ارادته وانتعشت شهواته فيحتاج
قسرها وتأديبها ومجاهدتها وفي ذلك شغل شاغل له.
٥
ـ ولقد كان رسول الله (ص) حين يدخل إحدى
زوجاته فيجد على بابها الستر وفيه التصاوير فيقول غيبيه عنى فانى إذا نظرت إليه
ذكرت وزخارفها .
__________________