وقد يكون من الواضح انه يشير الى الثاني من القولين لينجو من الطعن في مسانيد الحديث حتى الصحاح منها.
ويكاد يبدو ذلك غريبا لان هذا الرأي في حاجة الى تمحيص قبل اثارته لان الواقع بين فرضين اثنين لا مفر من احدهما :
فاما ان يفرض ان الشيعة هم الذين فسروا كلمة «نساءنا» وحملوها على فاطمة وكلمة «انفسنا» على علي عليه السلام.
واما ان يفرض ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي فسر هذا التفسير ، والذي لا يرتاب فيه احد انه لا سبيل الى الاول فطعا ، وانما التفسير كان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد رأينا من قبل ان المسلمين كافة بما فيهم الخوارج اجمعوا على انه لم يخرج مع النبي للمباهلة سوى علي عليه السلام من الانفس وسوى فاطمة عليها السلام من النساء وسوى الحسن والحسين من الابناء وهذا تفسير عملي على اي اعتبار اراد الناس ان يعتبروا هذا التفسير منه ، وغير جائز بحكم العقل وبحكم اللغة العربية ان يكون تفسيره لا يصح بعرف اللغة كما يزعمون.
وهذا صحيح من وجهة العقيدة الاسلامية ومن جهة اللسان لان رسول الله عربي وهو سيد العرب.
ثم نعود فنقول لهؤلاء : ان هذا التفسير منه صلى الله عليه وآله وسلم سواء أكان مبعثه العاطفة أم صحة الاستعمال العربي أم تفسير من الله سبحانه فهو لا يتصل باحد من الشيعة ليموه هؤلاء على كثير من علماء السنة ويستجهلونهم.