أنّه كان قد عمل كتاباً في أعمال اليوم والليلة فعرضه أبو هاشم الجعفري على الإمام العسكري عليهالسلام فتصّفحه عليهالسلام كله ثم قال : هذا ديني ودين آبائي كلّه وهو الحقّ كله (١). فهذا أبو هاشم الجعفري أراد الجري على كتاب يونس فلم يعتمد على سعة علم يونس وفقاهته وجلاله والتزامه بدينه حتّى عرض الكتاب على الإمام عليهالسلام واستعلم رأيه فيه. وروي أيضاً عن بورق الشنجاني الهروي وكان معروفاً بالصدق والصلاح والورع أنه وافى الإمام العسكري عليهالسلام في سامراء وعرض عليه كتاب اليوم والليلة الذي ألفه الشيخ الجليل فضل بن شاذان وقال : جعلت فداك أردت أن تطالع هذا الكتاب وتصفّحه قال عليهالسلام : هذا صحيح ينبغي أن تعمل به (٢). إلى غير ذلك من الروايات في هذا الباب وإنّي قد قدمت على تأليف هذا الكتاب وإنّي واقف على طباع الناس في هذا العصر وعدم اهتمامهم لنظائر هذه الأمور وإنما ألفته إتماما للحجّة عليهم فجددت واجتهدت في أخذ الأدعية والزيارات الواردة في هذا الكتاب عن مصادرها الأصيلة وعرضها على نسخ عديدة كما بذلت أقصى الجهد في تصحيحها واستخلاصها من الأخطاء كي يثق به العامل ويسكن إليه إن شاء الله ولكن الشرط هو أن لا يحرّفه الكاتب والمستنسخ وأن يتخلّى القاري عمّا يقتضيه طبعه وذوقه من التغيير.
وروى الكليني رضياللهعنه عن عبد الرحمن القصير قال : دخلت على الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ فقلت : جعلت فداك إنّي اخترعت دعاءً. قال : دعني من اختراعك. فأعرض عليهالسلام عن اختراعه ولم يسمح أن يعرض عليه. ثم أنعم عليه بتعليمه عملاً ينبغي أن يؤدّيه (٣).
وروى الصدوق عطر الله مرقده عن عبد الله بن سنان قال : قال الصادق عليهالسلام : سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يُرى ولا إمام هدى ولا ينجو منها إِلاّ من دعا بدعاء الغريق. قلت : وكيف دعاء الغريق؟ قال : تقول : يا الله يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ. فقلت : يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ. فقال : إن الله عزَّ وجلَّ مقلب القلوب والابصار ، ولكن قل كما أقول : يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ (٤). وحسب العابثين بالدعوات إضافةً وتحريفاً بما تقتضيه أذواقهم وطبائعهم التأمّل في هاتين الروايتين والله العاصم.
_________________
١ ـ رجال الكشي في ترجمة يونس بن عبدالرحمان برقم ٩١٥.
٢ ـ رجال الكشي في ترجمة فضل بن شاذان برقم ١٠٢٣.
٣ ـ الكافي ٣ / ٤٧٦ باب صلاة الحوائج ح ١.
٤ ـ كمال الدين للصدوق ٢ / ٣٥٢ ح ٤٩.