ما لا يمكن رتقه وانصدع في الدين ما لا يستطاع شعبه فلما سمع ذلك منهم بعد الذي ذكرناه من الاباء عليهم والامتناع لتأكيد الحجة لنفسه بسط يده لبيعتهم فتداكوا عليه تداك الابل على حياضها يوم ورودها حتى شقوا أعطافه ووطؤا ابنيه الحسن والحسين بأرجلهم لشدة ازدحامهم عليه وحرصهم على البيعة له والصفقة بها على يده رغبة بتقديمه على كافتهم وتوليته أمر جماعتهم لا يجدون عنه معدلا ولا يخطر ببالهم سواه لهم موئلا فتمت بيعة المهاجرين والبدريين والانصار العقبيين المجاهدين في الدين والسابقين إلى الاسلام من المؤمنين وأهل البلاء الحسن مع النبي صلى الله عليه وآله من الخيرة البررة الصالحين ولم تكن بيعته (ع) مقصورة على واحد أو أثنين أو ثلاثة ونحوها في العدد كما كانت بيعة أبى بكر مقصورة عن بعض أصحابه على بشر بن سعد فتمت بها عنده ثم اتبعه عليها من تابعه عليها من الناس وقال بعضهم بل تمت ببشر بن سعد وعمر ابن الخطاب وقال بعضهم بل تمت بالرجلين المذكورين وأبى عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي حذيفة واعتمدوا ذلك في أن البيعة لانتم بأقل من أربعة نفر من المسلمين ، وقال بعضهم بل تمت بخمسة نفر : قيس ابن سعد واسيد بن خضير من الانصار وعمر وأبو عبيدة وسالم من المهاجرين ثم تابعهم الناس بعدها بالخمسة المذكورين ومن ذهب إلى هذا المذهب الجبائى وأبيه والبقية من أصحابهما في هذا الزمان.
وقالوا في بيعة عمر بن الخطاب مثل ذلك فزعم من يذهب الا أن البيعة تتم بواحد من الناس وهم جماعة من المتكلمين منهم الخياط والبلخى وابن مجالد ومن ذهب مذهبهم من أصحاب الاختيار أن الامامة تمت لعمر بأبى بكر وحده وعقد له إياها دون من سواه.
وكذلك قالوا في عثمان بن عفان والعقد له انه تم بعبد الرحمن بن عوف خاصة وخالفهم على ذلك من أضاف إلى المذكورين غيرهما في العقد