حينما أخذ الناس في التوغل في المادة والتعلّق بالطبيعة والإخلاد إلى الأرض ، جعل هذا اللطف الإلهي في قبالهم ليذكّرهم أيام اللّه وأحوالهم في الآخرة والأولى ويحثّهم إلى الاغتذاء من مأدبة الله القرآن الكريم والتأدب بآدابه.
وكذا كان استاذنا العلم الآية العلامة السيد محمد حسين الطباطبائى صاحب الميزان قدّس سرّه العزيز يقول : هذه الحقائق النورية مما علّمنا صدر المتألهين (رضوان الله تعالى عليه).
وكذلك استاذنا العلم الآية الميرزا السيد ابو الحسن الرفيعى القزوينى قدّس اللّه سرّه الشريف يصف الأسفار بالسهل الممتنع. وكان يقول في مسألة أنّ الغذاء معدّ النفس لأن تصنع بدنها بإذن بارئها من كتاب نفس الأسفار. «أنظر إلى عظمة هذا البطل العلمى في الدورة الإسلامية». وهو (رضوان الله تعالى عليه) ألّف وجيزة في تفسير كريمة (الر تلك آيات الكتاب الحكيم) من أوّل سورة يونس من القرآن العظيم وجعلناها تبرّكا النكتة الرابعة والعشرين وخمسمائة من كتابنا ألف نكتة ونكتة ، ونقلنا كلامه الشريف في آخرها حيث قال :
ومن أراد تفصيل تحقيق هذه المعانى ورام مخ الحكمة ولبّ المعرفة في مراتب كتابه سبحانه وكلامه فليرجع إلى السفر الثالث من الأسفار الأربعة في العلم الإلهي ومفاتيح الغيب لصدر أعاظم الحكماء والمتألهين العارف الشامخ المحقق الحكيم الإلهي صدر الدين الشيرازى (قدّس الله عقله ونوّر روحه) بشرط الأخذ من أستاذ ماهر حاذق خبير ، وإياك أن تغرّ بفهمك الساتر وتطالع كتاب الأسفار هيهات هيهات ففيه خبايا رموز كنوز قلّ من يهتدى إلى مغزاها ويدرك فحواها إلا الألمعى الناقد المستوقد المؤيد بنور اللّه العظيم. انتهى كلامه الرفيع (ج ١ ، ط ١ ، ص ٢٩٢).
والأعلام الثلاثة المذكورة كانوا من أعاظم الحكماء المتألهين الراسخين في الحكمة المتعالية في عصرنا هذا (أفاض الله سبحانه من بركات أنفاسهم الشريفة علينا).
ثمّ انّ مثل صاحب الأسفار إذا أراد نقل قول من الحكمة الذائعة المشائية ينقله من مثل المباحث المشرقية لأنّ المباحث تحرير شفاء الشيخ على تلخيص ، والغرض أيضا