قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    التّعليقات

    104/199
    *

    بالضد مما يعرض لها ، فإن تلك النفوس تعرف وجه الحكمة فيها ونحن نجهله ، فكما أن هذه الأحوال الدنياوية يتعجب منها الناس فإنها تستفز من يعرف وجه الحكمة فيها أكثر.

    هذه الكائنات وأحوالها تحدث عن هذه الحركة بالقصد الثاني.

    الفلك له عقل مفارق يعقل الأشياء ويستمد تعقلها من عقل فعال. فإذا عقلها على هذا الوجه أفاضها على نفس الفلك الحيوانية فيتخيلها.

    لما كانت النفس الفلكية متحركة نحو الكمال الأول وهو المفارق ولم (٣٥ ب) يكن ذلك الكمال مما يبلغ بالحركة ، صار كل حد ينتهى إليه فى الحركة علة لأن يطلب حدّا آخر وكذلك إلى ما لا نهاية.

    تجدّد الحركات الطبيعية تابع لتجدد الحال الغير الطبيعية ، وتجدّد نسب البعد عن الغاية فإنه لا يزال على نسبه إلى أن يبلغ الغاية وذلك كالحجر فى هويّه إلى القرار.

    ما نتوهمه يتحدد فى الوهم فتكون علة المحدود محدودا.

    المحرك للفلك المخيل له الحافظ لاتصال حركاته هو المفارق الذي حدده فيه التوهم الأول الثابت الذي اهتاج عنه سائر التوهمات. ونحن إذا توهمنا شيئا انبعثنا لعمل شيء ، ثم إذا توهمنا آخر مما شئنا انبعثنا ثانيا لعمل شىء آخر ، ثم كذلك يستمر توهمنا فيستمر انبعاثنا فيكون التوهم الأول راسخا ثابتا فينا.

    الجسم الفلكى إذا كانت له مناسبة مع ما في حشوه تحرك نحوها وانبعث لها ولم يقف عندها ، بل طلب مناسبة أخرى وكانت المناسبة الأولى علة للثانية فلا يزال يطلب نسبة ويطلب وضعا ثانيا.

    اتصال الحركات المستديرة سببه الإرادات المتصلة ، ويكفى فيها محرك واحد على سبيل العشق ، وذلك المحرك هو طلب الكمال. وإذا كان الكمال لا يحصل للنفوس الفلكية موجودا فكل حد ينتهى إليه لا يقف عنده بل يطلب حدا آخر يقدره كمالا ، وكذلك إلى ما لا نهاية فتتصل الحركات.

    الوهم إذا لم يكن مؤثرا يكون سبيله سبيل المحاذيات : فإن المحاذيات فى الفلك لا تقسم الفلك ولا تفرض فيه وضعا ، بل يكون الوهم أضعف من المحاذيات إذا لم يكن مؤثرا فيجب أن يكون الوهم مؤثرا حتى تتم الاستحالة.

    إن قائل قال : إن كل وضع فى الفلك يعد الفلك لأن يطلب وضعا آخر. فنقول : هذا الوضع الآخر إما أن يكون بالقوة أو بالفعل ، والوضع بالقوة غير مطلوب والذي