إلى دار الهموم والأحزان! بل قدوما إلى الله. وأمّا الكافر فيقول : ربّ ارجعون».
(كَلَّا) ردع عن طلب الرجعة ، وإنكار واستبعاد لها (إِنَّها كَلِمَةٌ) يعني قوله : (رَبِّ ارْجِعُونِ) إلى آخره. والكلمة : الطائفة من الكلام المنتظم بعضها مع بعض. (هُوَ قائِلُها) لا محالة ، لا يسكت عنها ، لتسلّط الحسرة عليه ، واستيلاء الندم ، ولا فائدة له في ذلك.
(وَمِنْ وَرائِهِمْ) أمامهم. والضمير للجماعة. (بَرْزَخٌ) حائل بينهم وبين الرجعة. وهو الزمان الّذي يكون بين الموت والبعث ، فمن مات فقد وقع في البرزخ. (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) يوم القيامة. وهو إقناط كلّي عن الرجوع إلى الدنيا ، لما علم أنّه لا رجعة يوم البعث إلى الدنيا ، وإنّما الرجوع فيه إلى حياة تكون في الآخرة.
وفي الآية دلالة على أنّ أحدا لا يموت حتّى يعرف منزلته عند الله تعالى ، وأنّه من أهل الثواب أو العذاب.
(فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ (١٠١) فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٢) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ (١٠٣) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ (١٠٤) أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (١٠٥) قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ (١٠٦) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ (١٠٧) قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ (١٠٨))