وقوله : يا بنى إذا أردت أن تواخى رجلا فأغضبه قبل ذلك ، فإن أنصفك عند غضبه فآخه ، وإلا فاحذره.
والشكر : الثناء على الله تعالى ، وإصابة الحق ، وحب الخير للناس ، وتوجيه الأعضاء وجميع النعم لما خلقت له.
المعنى الجملي
بعد أن بين فساد اعتقاد المشركين بإشراك من لا يخلق شيئا بمن خلق كل شىء ، ثم بين أن المشرك ظالم ضالّ ـ أعقب ذلك ببيان أن نعمه الظاهرة فى السموات والأرض ، والباطنة : من العلم والحكمة ترشد إلى وحدانيته ، وقد آتاها لبعض عباده كلقمان الذي فطر عليها دون نبىّ أرشده ، ولا رسول بعث إليه.
الإيضاح
(وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ) أي ولقد أعطى سبحانه لقمان الحكمة ، وهى شكره وحمده على ما آتاه من فضله بالثناء عليه بما هو أهل له ، وحب الخير للناس ، وتوجيه الأعضاء إلى ما خلقت له.
(وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ) لأن الله يجزل له على شكره الثواب ، وينقذه من العذاب كما قال : «وَمَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ».
(وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) أي ومن كفر نعم الله عليه ، فإلى نفسه أساء ، لأن الله معاقبه على كفرانه إياها ، والله غنى عن شكره ، لأن شكره لا يزيد فى سلطانه ، وكفرانه لا ينقص من ملكه ، وهو المحمود على كل حال ، كفر العبد أو شكر.
(وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (١٣) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلى وَهْنٍ