ويظهر من هذا الخبر أنّ الرواة ما كانوا يعرفونها أصلا ، والعام البلوى وشديد الحاجة إليه يبعد أن يصير كذلك في زمان الصادق عليهالسلام ، لعدم داع على الإخفاء ظاهرا ، ولعدم ظهور ذلك من الأخبار التي كان الأئمّة عليهمالسلام يشكون عن المغيّرين لحكم الشرع والمبدّلين لشرع النبي صلىاللهعليهوآله ، ويشنعون عليهم ، ويظهرون بدعهم (١) ، مع أنّ العادة تقتضي ذلك.
ولأنّ قوله عليهالسلام : «ولكنّه مسنون» في غاية الظهور في إرادة الاستحباب ، إذ لا معنى لاستدراك معنى آخر ـ وهو أنّ وجوبه يظهر من السنّة لا الكتاب ، إذ لا معنى له ـ سيّما مع تصريحه عليهالسلام بأنّ الأمر في قوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ) إنّما هو طلب هذا التكبير ، مع ظهور ذلك من الخارج أيضا.
وأيضا في غير واحد من الأخبار تعرّضوا لذكر الواجبات ، ولم يعدّوا ذلك منها.
وأيضا الصدوق في أماليه قال : من دين الإماميّة الذي يجب الإقرار به ، أنّه جرت السنّة في الإفطار يوم النحر بعد الرجوع عن الصلاة ، وفي الفطر في الخروج إليها ، والتكبير في أيام التشريق بمنى. إلى آخر ما قال ، وفيه : التكبير في ليلة الفطر عقيب أربع صلوات (٢). ولا يخفى ظهوره في الاستحباب غاية الظهور.
وأيضا في «التهذيب» بسنده إلى علي بن جعفر ، عن أخيه موسى عليهماالسلام ، قال : سألته عن تكبير أيّام التشريق أواجب أم لا؟ قال : «مستحبّ وإن نسي فلا شيء عليه» ، وقال : هل النساء عليهنّ التكبير في أيّام التشريق؟ قال : «نعم ،
__________________
الحديث ٣١١ ، وسائل الشيعة : ٧ / ٤٥٥ الحديث ٩٨٤٧ مع اختلاف يسير.
(١) لاحظ! وسائل الشيعة : ١٦ / ٢٦٧ الباب ٣٩ من أبواب الأمر والنهي.
(٢) أمالي الصدوق : ٥١٧ و ٥١٨.