إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الكشف والبيان [ ج ٧ ]

230/336
*

أي أحكم [كلّ شيء ، قتادة] : أحسن. (إِنَّهُ خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ) قرأ أهل الكوفة (تَفْعَلُونَ) بالتاء. غيرهم بالياء ، واختار أبو عبيدة بقوله : (أَتَوْهُ) إنّما هو خبر عنهم (مَنْ جاءَ) أي وافى الله (بِالْحَسَنَةِ) بالإيمان. قال أبو معشر : كان إبراهيم يحلف ما يستثني أنّ الحسنة : لا إله إلّا الله ، قتادة : بالإخلاص.

وأخبرني الحسين بن محمد ابن فنجويه قال : حدّثنا محمد ابن شنبه قال : حدّثنا عبيد (١) الله بن أحمد بن منصور قال : حدّثنا سهل بن بشر قال : حدّثنا عبد الله بن سليمان قال : حدّثنا سعد بن سعيد قال : سمعت علي بن الحسين يقول : رجل غزا في سبيل الله ، فكان إذا خلا المكان قال : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، فبينما هو ذات يوم في أرض الروم في موضع في حلفاء وبرديّ رفع صوته يقول : لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، خرج عليه رجل على فرس عليه ثياب بيض ، فقال : يا عبد الله ما ذات قلت؟ قال : قلت الذي سمعت ، والذي نفسي بيده إنّها الكلمة التي قال الله عزوجل : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ).

(فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) وأخبرني أبو عبد الله محمّد بن عبد الله العباسي قال : أخبرنا القاضي أبو الحسين محمّد بن عثمان [النصيبي ببغداد] قال : حدّثنا أبو بكر محمّد ابن الحسين السبيعي بحلب قال : حدّثني الحسين بن إبراهيم الجصّاص قال : أخبرنا حسين بن الحكم قال : حدّثنا إسماعيل بن أبان ، عن [فضيل] بن الزبير ، عن أبي داود السبيعي ، عن أبي عبد الله الهذلي قال : دخلت على علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه ، فقال : يا عبد الله ألا أنبّئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنّة ، والسيّئة التي من جاء بها أكبّه الله في النار ، ولم يقبل معها عمل؟

قلت : بلى ، قال : الحسنة حبّنا والسيّئة بغضنا (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) أي فله من هذه الحسنة خير يوم القيامة ، وهو الثواب والأمن من العذاب، قال ابن عباس : (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) أي فمنها يصل إليه الخير ، الحسن : معناه له منها خير ، عكرمة وابن جريج : أمّا أن يكون له خير من الإيمان فلا ، وإنّه ليس شيء خير من لا إله إلّا الله ولكن له منها خير ، وعن ابن عباس أيضا (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) يعني الثواب لأنّ الطاعة فعل العبد والثواب فعل الله سبحانه.

وقيل : هو إنّ الله عزوجل يقبل إيمانه وحسناته ، وقبول الله سبحانه خير من عمل العبد ، وقيل : (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) يعني رضوان الله سبحانه ، قال الله تعالى : (وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ) (٢).

وقال محمّد بن كعب وعبد الرحمن بن زيد (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) يعني الإضعاف ، أعطاه الله

__________________

(١) في النسخة الثانية : عبد.

(٢) سورة التوبة : ٧٢.