كأنّ عينيه مشكاتان في حجر |
|
قيضا اقتياضا بأطراف المناقير (١) |
وقيل : المشكوة : عمود القنديل الذي فيه الفتيلة.
وقال مجاهد : هي القنديل (فِيها مِصْباحٌ) أي سراج وأصله من الضوء ، ومنه الصبح ، ورجل صبيح الوجه ومصبّح إذا كان وضيئا ، وفرّق قوم بين المصباح والسراج فقال الخليل : المصباح (٢) : نفس السراج وقيل : السراج أعظم من المصباح لأنّ الله سبحانه سمّى الشمس سراجا فقال (سِراجاً وَهَّاجاً) (٣) و (وَجَعَلَ فِيها سِراجاً) وقال في غيرها من الكواكب (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) (٤).
(الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) قرأ نصر بن عاصم : زَجاجَةٍ بفتح الزاي ، الباقون بضمّه.
قال الأخفش : فيها ثلاث لغات : ضمّ الزاي وفتحه وكسره.
(كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌ) أي ضخم مضيء ، ودراريّ النجوم عظامها ، واختلف القرّاء فيه فقرأ أبو عمرو والكسائي مكسورة الدال مهموزة الياء ممدودة وهو من قول العرب : درأ (٥) النجم (٦) إذا طلع وارتفع ، ومن مكان الى آخر رجع ، وإذا انقضّ في اثر الشيطان فأسرع ، وأصله من الرفع ، ووزنه من الفعل فعيل ، وقرأ حمزة وأبو بكر مضمومة الدال مهموزة ممدودة.
قال أكثر النحاة : هي لحن لأنه ليس في الكلام فعّيل بضم الفاء وكسر العين.
قال أبو عبيد : وأنا ارى لها وجها وذلك أنه درّ و (٧) على وزن فعّول من درأت مثل سبّوح وقدّوس ثمّ استثقلوا كثرة الضمّات فيه فردوا بعضها الى الكسرة كما قالوا عتيّا وهو فعول من عتوت.
وقال بعضهم : هو مشتق على هذه القراءة من الدراة وهي البياض ويقال : منه ملح دراني ، وقرأ سعيد بن المسيّب وأبو رجاء العطاردي بفتح الدال وبالهمز.
قال أبو حاتم : هو خطأ لأنّه ليس في الكلام فعيل وإن صحّ منهما فهما حجّة ، وقرأ
__________________
(١) تفسير القرطبي : ١٢ / ٢٥٧.
(٢) في النسخة الثانية زيادة : السراج المسرجة والمصباح.
(٣) سورة النبأ : ١٣.
(٤) سورة فصّلت : ١٢.
(٥) في النسخة الثانية : دار.
(٦) في المخطوط : النجوم.
(٧) في النسخة الثانية : دوري.