وعنه عليهالسلام
قال : والله إنه لعهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
: إنهم سيغدرون بك من بعدي .
وأخرج الهيثمي وابن حجر والبوصيري عن
علي عليهالسلام ـ في حديث ـ
أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أجهش باكياً
، قال : قلت : يا رسول الله ما يبكيك؟ قال : ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك
إلا من بعدي ...
فإذا عهد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لأمير المؤمنين عليهالسلام بذلك فلا وجه لتبرئة مَن حكم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عليه بالغدر.
خلاصة البحث :
والخلاصة أن خلافة أبي بكر لم تكن
منصوصاً عليها كما اعترف به علماء أهل السنة ، ودلَّت عليه الأحاديث الصحيحة ، وكذلك
لم تكن بالإجماع كما أوضحناه فيما مرّ ، ولم تدل على صحَّتها أحاديث صحيحة ، والنصوص
التي تمسّكوا بها مع التسليم بصحّتها لا تدل على الخلافة.
ثم إنها لم تكن بالشورى ، لأنها كانت
فلتة كما نصَّ عليه عمر في حديث السقيفة ، ولم تكن ببيعة أهل الحل والعقد ، لأن
عامة المهاجرين لم يكونوا في السقيفة ، ومَن بايع بعد ذلك كان إما عن اجتهاد لا
يكون مُلزِماً لغيره ، وإما عن إكراه ، وإما عن ضغن لعلي عليهالسلام ، وإما لغير ذلك مما لا يكون حجة على
أحد من الناس.