فقال : صام
النّهار إذا اعتدل ، وقام قائم الظهيرة ؛ لأنّ الشمس إذا طلعت في كبد السّماء وقفت
فأمسكت عن السير سريعة. قال امرؤ القيس :
فدع ذا وسلّ
الهمّ عنك بحسرة
|
|
ذمول إذا صام
النّهار وهجرا
|
وقال الرّاجز :
حتّى إذا صام
النّهار واعتدل
|
|
وسال للشمس
لعاب فنزل
|
ويقال للرجل
إذا صمت وأمسك عن الكلام : صام.
قال الله تعالى
: (إِنِّي نَذَرْتُ
لِلرَّحْمنِ صَوْماً) : أي صمتا.
فالصوم : هو
الإمساك عن المعتاد من الطّعام والشّراب والجماع.
(كَما كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) من الأنبياء والأمم وأولهم آدم عليهالسلام ، وهو ما روى عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن
جده عن علي رضياللهعنه قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم عند انتصاف النّهار وهو في الحجر ، فسلّمت عليه
فردّ عليّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم ثمّ قال : «يا علي هذا جبرئيل يقرئك السلام. فقلت :
عليك وعليهالسلام يا رسول الله لم؟
قال : ادن منّي
، فدنوت منه فقال : يا علي يقول لك جبرئيل : صم كل شهر ثلاثة أيام يكتب لك بأول
يوم عشرة آلاف [سنة] وباليوم الثاني ثلاثين ألف [سنة] وباليوم الثالث مائة ألف [سنة].
فقلت : يا رسول
الله هذا ثواب لي خاصة أم للنّاس عامة؟ قال : يا علي يعطيك الله هذا الثواب ولمن
يعمل مثل عملك بعدك. قلت : يا رسول الله وما هي؟
قال : أيام
البيض : ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر» [٣٧] .
قال عنترة :
قلت لعلي رضياللهعنه : لأي شيء سميت هذه الأيام البيض؟
قال : لما أهبط
آدم عليهالسلام من الجنّة إلى الأرض أحرقته الشمس. فاسودّ جسده ثمّ صام
اليوم الثالث. فأتاه جبرئيل فقال : يا آدم أتحب أن يبيض جسدك؟
قال : نعم ،
قال : فصم من الشهر ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر فصام آدم عليهالسلام أول يوم فابيض ثلث جسده ، ثمّ صام اليوم الثاني فابيض
ثلثا جسده ، ثمّ صام اليوم الثالث فابيض جسده كلّه. فسميت أيام البيض.
قال المفسّرون
: فرض الله على رسوله محمد صلىاللهعليهوسلم وعلى المؤمنين صوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر حين
قدم المدينة فكانوا يصومونها إلى أن نزل صيام شهر رمضان قبل قتال بدر
__________________