هذا علي وهو الوصي |
|
آخاه يوم النجوة النبي |
وقول غلام من بني ضبة وهو من معسكر عائشة :
نحـن بني ضبة أعداء علـي |
|
ذاك الذي يعـرف قدماً بالوصي |
وكثير غيرها من الأشعار والأراجيز (١) ، والتي تدل على أن التسمية كانت تطلق عليه من قبل أنصاره وأعدائه وسنرى أهمية هذه اللفظة في مدلولها على الإمامة.
وانتهت وقعة الجمل بانتصار علي ومقتل طلحة والزبير وإرجاع عائشة إلى المدينة (٢).
ونزل علي بن أبي طالب بعد ذلك في الكوفة وكان في الكوفة يومئذ شيعة لعلي. والظاهر أنهم كانوا قلة يدل لوم علي لهم وعتابه إياهم ، ومن ذلك عتابه لسليمان بن صرد الخزاعي قال : « راتبت وتربصت وراوغت وقد كنت من أوثق الناس في نفسي » (٣).
وكذلك عاتب علي أهل الكوفة قال : « مابطَّأ بكم عني وأنتم أشراف قومكم والله لئن كان من ضعف النية وتقصير البصيرة انكم لبور والله لئن كان من شك في فضلي ومظاهرة علي أنكم لعدو » (٤).
وكثرت المراسلات بين علي ومعاوية واتهام معاوية علياً بقتل عثمان وطلب معاوية بثأره (٥).
__________________
(١) ابن أبي الحديد : شرح النهج ج ١ ص ٤٧ ـ ٤٨ ولم يرد ذكر لهذه الأشعار والأراجيز عند الطبري مع أنه أورد الروايات في وقعة الجمل من عدة أسانيد كما أنه اعتمد على أبي مخنف في كلامه عن وقعة الجمل وعلى روايات عراقية.
وقد ألف المفيد كتاباً في حرب الجمل سماء ( الجمل أو النصرة لحرب البصرة ) وصف فيه وقعة الجمل وما دار فيها من أحداث وبين الدور الذي لعبه أصحاب علي بن أبي طالب كما أنه في روايته لأحداث الجمل أعطى رأيه الذي يمثل رأي الشيعة الإمامية.
(٢) الطبري : تاريخ الرسول والملوك ج ٤ ص ٤٣٩.
(٣) نصر بن مزاحم : صفين ص ٦.
(٤) ن. م ص ٧.
(٥) ن. م ص ٨ ـ ١٠.