هذا أدب من الله ـ تعالى ـ أدّبنا به.
ونصب «تحيّة» على المصدر (١).
قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ) ؛ يريد بالأمر الجامع : مثل غزاة ، أو جمعة ، أو عهد (٢) ، أو مشهد من مشاهد الحرب (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ).
الكلبيّ قال : كان دحية الكلبيّ قد أستأذن رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ في الرّجوع في (٤) غزاة تبوك ، فأذن له (٥).
قوله ـ تعالى ـ : (لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً) ؛ أي : لا تدعوه باسمه وتنادوه : يا محمّد. بل قولوا : يا نبيّ الله ، ويا أبا القاسم.
وكبّروه (٦) وعظّموه.
قوله ـ تعالى ـ : (قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً) :
رجع ـ سبحانه ـ إلى قوله : «إذا كانوا معه على أمر جامع» (٧) وذلك أنّ
__________________
(١) سقط من هنا قوله تعالى : (كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٦١)
(٢) ج ، د ، م : عيد.
(٣) سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ).
(٤) م : عن.
(٥) لم نعثر عليه فيما حضرنا من المصادر.+ سقط من هنا قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٦٢)
(٦) ج ، د ، م : كنّوه.
(٧) النور (٢٤) / ٦٢.