وقال لما رفع أهل الشام المصاحف :
« أيها الناس ، إني أحق من أجاب إلى
كتاب الله ، ولكن معاوية ، وابن أبي معيط ، وابن أبي سرح ، وابن مسلمة ، ليسوا
بأصحاب دين ولا قرآن ، إني أعرف بهم منكم ، صحبتهم صغاراً ورجالاً ، فكانوا شر
صغارٍ وشر رجالٍ .. الخ .. » .
إلى غير ذلك من كلماته عليهالسلام الكثيرة جداً فليراجع نهج البلاغة ،
فقد جاء فيه من ذلك الشيء الكثير والشافي. مما يخبر فيه عليهالسلام عن طبيعة هؤلاء الناس الذين عاش معهم ،
وعرف أحوالهم وطموحاتهم ، ومفاهيمهم ، وطريقتهم في التفكير ، ونظرتهم للأمور ،
وعرف أنهم لا يملكون من المبادئ والقيم ما يردعهم عن ارتكاب العظائم والجرائم ..
الإخبارات صادقة رغم
الموانع :
ولكن ذلك لا يمنع من أن تحدث بعض
التحولات والوقائع التي تمنع هؤلاء الناس من تحقيق مآربهم ، وتحد من قدرتهم على
إجراء سياستهم ، فيتغير سير الأحداث ، وتعطف اتجاهها ، رغماً وقهراً وجبراً ، من
دون أن تتغير الحقيقة الراهنة التي أخبر عليهالسلام
عنها .. بل هي تبقى كامنة بانتظار الفرصة السانحة ـ فأمثال هذه العوارض والموانع
ليست من قبيل البداء ، لأن المقصود هو الإخبار عن طبيعة هؤلاء الناس ، وهذه
الطبيعة لم تتغير ، بل حدث مانع من تأثيرها على صعيد الواقع فليست هي من قبيل ما
لو حدث زلزال أو جفاف وقحط ، مثلاً يزعزع الحالة القائمة ، ويدفع بالناس إلى
مواجهة
__________________