(قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦). فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً) ؛ أي : طالعا.
(قالَ : هذا رَبِّي. فَلَمَّا أَفَلَ قالَ : لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي ، لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) (٧٧) ؛ [أي : في القوم الضّالّين] (١).
وحروف الصّفات تبدّل بعضها من بعض.
(فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً) ؛ أي : طالعة.
(قالَ : هذا رَبِّي) : فذكّر ، فذهب بذلك إلى نورها ، فقال : (هذا أَكْبَرُ) ؛ أي : أعظم.
(فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ : يا قَوْمِ! إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٧٨). إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (٧٩) ؛ أي (٢) : من الّذين يعبدون الكواكب ، وكانوا يعبدونها.
وروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ـ عليهما السّلام ـ وعن أكثر المفسّرين : أنّ قول إبراهيم ـ عليه السّلام ـ : «هذا ربّي» على وجه التّنبيه والتّوبيخ والإنكار على قومه (٣). وهو تفهيم لا استفهام ، لأنّ ما يغيب ويعدم لا يكون إلها.
__________________
(١) ليس في م.
(٢) ج ، د ، م : يعني.
(٣) روى الصدوق عن تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ـ رضى الله عنه ـ قال : حدّثني أبي ، عن حمدان بن سليمان النيشابوريّ ، عن عليّ بن محمّد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرّضا ـ عليه السّلام ـ فقال له المأمون : يا ابن رسول الله ، أليس من قولك : إنّ الأنبياء معصومون؟ قال : بلى. قال : فأخبرني عن قول الله ـ تعالى ـ في حقّ إبراهيم : (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي) فقال الرّضا ـ عليه السّلام ـ : إنّ إبراهيم ـ صلّى الله عليه ـ وقع على ثلاثة أصناف : صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس. وذلك حين خرج من السّرب الّذي أخفي فيه (فَلَمَّا جَنَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ) رأى ـ عليه السّلام ـ الزهرة (قالَ هذا رَبِّي) على الإنكار والاستخبار. العيون ١ / ١٩٧ وعنه كنز الدقائق ٤ / ٣٧١ ونور الثقلين ١ / ٧٣٥ والبرهان ١ / ٥٣١.