مَفْرُوضاً) (١١٨) ؛ يعني : ما زيّنه الشّيطان للجاهليّة ، من النّصيب في الحرث والأنعام للأوثان والآلهة.
قوله ـ تعالى ـ حكاية عن الشّيطان ـ أيضا ـ : (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ ، وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) ؛ يعني (١) : الجاهليّة.
و «يبتّكنّ» يقطّعنّ ؛ يعني : البحيرة الّتي كانوا يقطعون أذنها ، ويفقؤون العيون (٢).
قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ ، يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً وَسَعَةً) :
«المراغم» المهاجر المقاطع لأهله وعشيرته.
والأصل في ذلك : أنّ الرّجل منهم كان إذا أسلم ، خرج عن قومه مغاضبا لهم ومهاجرا هنا (٣) من الهجران.
والمعني : أنّه يجد في الأرض سعة ومعاشا يغنيه عنهم.
قوله ـ تعالى ـ : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ، ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ ، فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ [وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (١٠٠)].
روي : أنّ السّبب في هذه الآية ، أنّ أكثم بن صيفي حيث ظهر النّبيّ ـ عليه السلام ـ ودعا إلى الإسلام ، بعث ولده صيفيّا إلى النّبيّ ـ عليه السلام ـ يسمع ما يدعو
__________________
(١) ج زيادة : في.
(٢) سقط قوله تعالى : (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً) (١١٩)
(٣) ليس في أ.