وأصل الاتّقاء : الامتناع. ومنه التّقاية والتّقيّة والاتّقاء.
وإنّما خصّ المتّقين بالهداية ـ وإن كان هدى لغيرهم ـ لأنّهم آمنوا به وعملوا بما فيه فاهتدوا ، وغيرهم أعرض عنه (١).
قوله ـ تعالى ـ : (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).
عبد الغني : أي : يصدّقون بما غاب عنهم من أمر الآخرة ؛ من البعث والحساب والثّواب والعقاب (٢).
مجاهد : «الغيب» هاهنا ، هو الله ـ تعالى ـ (٣).
وروي عن الباقر والصّادق ـ عليهما السّلام ـ أنّهما قالا : «الغيب» ما غاب علمه من أحوال القيامة والجنّة والنّار ، وأحوال الدّنيا من الأرزاق والأعمار والآجال وغير ذلك (٤).
وقال القتيبيّ : «الغيب» ما أخبر الله ـ تعالى ـ به من أمر الآخرة (٥).
__________________
(١) ليس في م.
(٢) تفسير الطبري ١ / ٧٨ نقلا عن ابن عبّاس وغيره.
(٣) تفسير أبي الفتوح ١ / ٦٤ نقلا عن عطاء.
(٤) الظاهر أنّ هذا القول ليس مرويّا عنهما ـ عليهما السّلام ـ بل هو محكيّ عن جماعة من الصحابة كابن مسعود وغيره كما عليه الشيخ الطوسي والطبري. التبيان ١ / ٥٥ ، تفسير الطبري ١ / ٧٨. نعم روى الصدوق عن عليّ بن أحمد بن محمّد الدقّاق عن أحمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعيّ عن عمّه الحسين بن يزيد عن عليّ بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم قال : سألت الصادق ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) فقال : المتّقون شيعة عليّ ـ عليه السّلام ـ ، والغيب فهو الحجّة الغائب. كمال الدين ٢ / ٣٤٠ ح ٢٠ وعنه البحار ٥١ / ٥٢ ح ٢٩ ونور الثقلين ١ / ٣١ ح ١٢.
(٥) تفسير الطبري ١ / ٧٨ نقلا عن قتادة وغيره.