واُمّه فاطمة الزهراء
ناشئاً في أصحاب جدّه وتلامذة أبيه فلا شك أنّه كان يغرُّ العلم غرّاً ، ومنه أخذ
علم الجفر والجامعة الأئمّة التسعة صلوات الله عليهم.
وكان الناس يقدمون على الحسين عليهالسلام وينتفعون بما يسمع
منه ، ويضبطون ما يروون عنه من الأحاديث والفتيا.
وأمّا فصاحته ، ناهيك عن خطبته التي
خطبها بالمدينة ومكّة قبل خروجه إلى العراق ، والتي سجلها له التاريخ في كربلاء ، فمن
خطبته الشهيرة بمكّة إذ يقول في أولها :
«خطّ الموت علي ولد آدم مخطّ القلادة على
جيد الفتاة ... إلى آخرها» .
وخطبته يوم عاشوراء التّي في أولها يقول
:
«ألا إنّ الدعي ابن الدّعي قد ركز بين
اثنتين ، بين السلّة والذلّة ، وهيهات منّا الذلّة ، يأبى الله لنا ذلك ، ورسوله ،
والمؤمنون ، وحجور طابت ، وبطون طهرت ، واُنوف حميّة ، ونفوس أبيّة ، من أن تؤثر
طاعة اللئام على مصارع الكرام» .
وأمّا شجاعته فصارت يضرب بها المثل ، قال
صاحب اسعاف الراغبين : «كان الحسين شجاعاً مقداماً من حين كان طفلاً» .
وروى ابن أبي الحديد في شرح النهج قال :
فيما أفتخرت به بنو هاشم على بني أُميّة قولهم : من مثل الحسين بن علي عليهالسلام يوم الطف ، ما رأينا
مكثوراً
قد فرق من اُخوته وأهله وأنصاره أشجع منه ، كان كالليث الوجوب يحطم الفرسان حطماً ،
وما ظنك برجل أبت نفسه الدنيا الدنيه وأن يعطي بيده ، فقاتل حتى قتل
__________________