واستدلّوه على ربّكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتّهموا عليه آراءكم (١) ، واستغشّوا فيه أهواءكم ، العمل العمل ، ثمّ النّهاية النّهاية والاستقامة الاستقامة ثمّ الصّبر الصّبر (٢) ، والورع الورع ، إنّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ، وإنّ لكم علما فاهتدوا بعلمكم (٣) ، وإنّ للإسلام غاية فانتهوا إلى غايته ، واخرجوا إلى اللّه بما افترض عليكم من حقّه (٤) وبيّن لكم من وظائفه. أنا شهيد لكم وحجيج يوم القيامة عنكم (٥).
__________________
(١) الحارث : المكتسب ، والحرث : الكسب. وحرثة القرآن : المتاجرون به وقوله «استنصحوه على أنفسكم» أى : إذا أشار عليكم بأمر وأشارت عليكم أنفسكم بأمر يخالفه فاقبلوا مشورة القرآن دون مشورة أنفسكم ، وقوله «واتهموا عليه آراءكم» مثله ، أى : إذا خالفت آراؤكم القرآن فاتهموها بالخطأ واستغشوا أهواءكم ، أى : ظنوا فيها الغش وارجعوا إلى القرآن
(٢) النصب فى هذه الأسماء على الأغراء ، وحقيقته الحث على أمر محمود ليفعله ، وحكمه تقدير فعل ـ أى : الزموا العمل ـ وإنما يكرر الاسم لينوب أحدهما عن ذكر الفعل ، ومن أجل أن أحد الاسمين بدل من التلفظ بالفعل لم يجز ذكر الفعل إذا تكرر
(٣) العلم ـ محركا ـ : يريد به القرآن
(٤) «خرج إلى فلان من حقه» أداه ، فكأنه كان حبيسا فى مؤاخذته فانطلق ، إلا أن «من حقه» فى العبارة بيان لما اقترض ، ومعمول «اخرجوا» مقدر مثله. والوظائف : ما قدر اللّه لنا من الأعمال المخصصة بالأوقات والأحوال كالصوم والصلاة والزكاة.
(٥) حجيج : من «حج» إذا أقنع بحجته ، فهو فعيل بمعنى فاعل. والامام ـ كرم اللّه وجهه ـ بعلو منزلته من اللّه يشهد للمحسنين ويقوم بالحجة عن المخلصين