قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

حياة الإمام الحسين عليه السلام

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

تحمیل

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ٢ ]

67/472
*

«يا علي ، أجب القوم إلى كتاب الله إذ دعيت له ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفان ، فوالله لنفعلنّها إنْ لمْ تجبهم ...».

فكلّمهم الإمام (عليه السّلام) برقّة ولطف ليقلع روح التمرّد منهم ، إلاّ أنّ كلام الإمام ذهب هباءً ، وراح القوم في غيّهم يعمهون وهم يصرّون على إرغام الإمام على إيقاف القتال ، وكان الأشعث بن قيس هو الذي يدفعهم إلى ذلك وينادي بأعلى صوته بالرضاء والقبول لدعوة أهل الشام.

ولمْ ير الإمام (عليه السّلام) بدّاً من إجابتهم ، فأصدر أوامره بإيقاف عمليات الحروب ، وقلبه الشريف يتقطّع ألماً وحزناً ، فقد أيقن أنّ الباطل قد انتصر على الحقّ ، وأنّ جميع متاعبه ودماء جيشه قد ذهبت سدى. وأصرّ المتمرّدون على الإمام بسحب مالك الأشتر من ساحة الحرب ، وكان قد أشرف على الانتصار ، ولم يبقَ بينه وبين الفتح إلاّ حلبة شاة ، فأرسل إليه الإمام (عليه السّلام) بالقدوم إليه ، فلم يعن بما أمر به ، وقال لرسول الإمام : قل لسيدي : ليست هذه بالساعة التي ينبغي لك أنْ تزيلني فيها عن موقفي ، إنّي قد رجوت الله أن يفتح لي فلا تعجلني.

ورجع الرسول فأخبر الإمام بمقالة القائد العظيم ، فارتفعت أصوات اُولئك الوحوش بالإنكار على الإمام (عليه السّلام) قائلين : والله ، ما نراك إلاّ أمرته أن يقاتل. وامتحن الإمام (عليه السّلام) في أمرهم كأشدّ ما تكون المحنة ، فقال لهم : «أرأيتموني ساررت رسولي (إليه)؟ أليس إنّما كلّمته على رؤوسكم علانية وأنتم تسمعون؟».

وأصرّوا على الغي قائلين : فابعث إليه فليأتيك ، وإلاّ فوالله اعتزلناك. وأجمعوا على الشرّ ، وأوشكوا أن يفتكوا بالإمام (عليه السّلام) ، فأصدر أوامره المشدّدة