قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ٢٠ ]

    428/447
    *

    والخَّامسُ : للمُبالَغَةِ نحُو عَلَّامَةٍ ونسَّابَةٍ ، وهذا مَدْحٌ ، وهِلْباجَةٍ وعَقاقةٍ (١) ، وهذا ذَمٌّ ، وما كانَ منه مَدْحاً يَذْهبُونَ بتَأْنِيثِه إلى تَأْنيثِ الغايَةِ والنِّهايَةِ والداهِيَةِ ؛ وما كانَ ذَمّاً يذْهَبُونَ به إلى تأْنِيثِ البَهِيمةِ ، ومنه ما يَسْتَوي فيه المُذكَّرُ والمُؤَنَّثُ نحوُ رَجُل مَلُولٌ وامرأَةٌ مَلْولةُ.

    والسَّادسُ : ما كانَ واحِداً مِن جِنْسٍ يَقَعُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى نحو بَطَّة وحَيَّة.

    والسَّابعُ : تَدْخُلُ في الجَمْعِ لثلاثَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُها أَنْ تدلَّ على النَّسَبِ نحو المَهالِبَةِ والمَسامِعَةِ.

    والثاني : أَنْ تدلَّ على العُجْمةِ نحو الموازِجةِ والجَوارِبةِ ورُبَّما لم تَدْخل بفيها الهاءُ كقولِهم كيَالِج.

    والثالثُ : أنْ تكونَ عِوَضاً مِن حَرْفٍ مَحْذوفٍ نحو المَرازِبةِ الزَّنادِقةِ والعَبادِلةِ ، وقد تكونُ الهاءُ عِوَضاً مِن الواوِ الذَّاهبَةِ مِن فاءِ الفِعْلِ نحو عِدَةِ وصِفَةِ ، وقد تكونُ عِوَضاً مِن الواوِ والياءِ الذّاهبَةِ مِن عيْنِ الفِعْلِ نحو ثُبةِ الحَوْضِ ، أَصْلُه مِن ثابَ الماءُ يَثُوبُ إذا رَجَعَ ، وقولُهم أَقامَ إقامةً أَصْلُه إقْواماً ، وقد تكونُ عِوَضاً مِن الياءِ الذَّاهبَةِ مِن لامِ الفِعْلِ نحو مائةٍ ورِئةٍ وبُرةٍ انتَهَى.

    ومنها : هاء العِمادِ كقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ هُوَ (٢) الرَّزّاقُ) ، (إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ) (٣) ، (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ) (٤).

    وهاءُ الأداةِ : وتكونُ للاسْتِبْعادِ نحو : هَيْهات ؛ أَو للاسْتِزَادَةِ نحو : إيه ؛ أَو للانْكِفافِ نحو : إيهَا ، أَي كُفَّ ؛ أَو للتَّحْضيضِ نحو : ويها ؛ أَو للتَّوجّعِ نحو : آه وأوّه ؛ أَو للتَّعَجُّبِ نحو : واه وهاه.

    وقال الجَوْهرِي في قوله تعالى : (ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ) ، إنَّما جَمَعَ بينَ التَّنْبِيهَيْن للتَّوْكيدِ ، وكَذلكَ أَلا يا هَؤُلاء.

    وقال الأزْهري : يقولون : ها أنَّكَ زَيْدٌ مَعْناهُ أَنَّك في الاسْتِفْهامِ ، يَقْصِرُون فيقولون هانك زيْدٌ في موضِعِ أَأنَّك زَيْدٌ. وفي الصِّحاح : وهو للمُذَكَّر ، وهي للمُؤَنَّثِ ، وإنَّما بَنَوا الواوَ في هُوَ والياءَ في هيَ على الفَتْح ليَفْرُقُوا بينَ هذه الواو والياء التي هي مِن نَفْسِ الاسْمِ المَكْنِيِّ وبينَ الياءِ والواوِ اللتين يكونانِ صِلَةً في نحو قولك : رأَيْتُهو ومَرَرْتُ بهِي ، لأنَّ كلَّ مَبْنِيٍّ فحقّه أن يُبْنى على السكونِ ، إلَّا أن تَعْرِضَ عِلَّة تُوجِبُ له الحَرَكَة ، والتي تَعْرِضُ ثلاثَةُ أَشْياء : أَحَدُها اجْتِماعُ الساكِنَيْنِ مِثْلُ كيفَ وأَيْنَ ؛ والثاني : كَوْنه على حَرْفٍ واحِدٍ مِثْل الباءِ الزائِدَةِ ؛ والثالثُ : للفَرْقِ بَيْنه وبينَ غيرِهِ مِثْلُ الفِعْلِ الماضِي بُني على الفَتْح لأنَّه ضَارَعَ الاسْمَ بعضَ المُضارَعَةِ ففُرِقَ بالحَرَكَةِ بَيْنه وبينَ ما لم يُضارعْ ، وهو فِعْلُ الأمْرِ المُواجَهِ به نحو افْعَلْ ؛ وأَمَّا قولُ الشاعرِ :

    ما هِيَ إلَّا شَرْبَةٌ بالجَوْأَبِ

    فَصَعِّدِي مِنْ بَعْدِها أَو صَوِّبي (٥)

    وقولُ بنْتِ الحُمارِس :

    هل هِيَ إلَّا حِظةٌ أَو تَطْلِيقْ

    أَو صَلَفٌ مِنْ بَينِ ذاكَ تَعْلِيقْ؟ (٦)

    فإنَّ أَهْلَ الكُوفَةِ يقولون : هي كِنايَةٌ عن شي‌ءٍ مَجْهولٍ ، وأَهْلَ البَصْرةِ يَتَأَوَّلُونَها القِصَّة.

    قال ابنُ برِّي : وضميرُ القِصة والشَّأْنِ عنْدَ أَهْلِ البَصْرةِ لا تُفَسِّره إلَّا الجماعَةُ دونَ المُفْردِ.

    وفي المُحْكم : هو كِنايَةٌ عن الواحِدِ المُذكَّرِ.

    قال الكِسائي : هُوَ أَصْلُه أن يكونَ على ثلاثَةِ أَحْرُفٍ مِثْل أَنتَ فيقالُ هُوَّ فَعَلَ ذلكَ ، قالَ : ومِن العربِ مَنْ يُخَفِّفه فيقولُ هُوَ فَعَلَ ذلكَ.

    قال اللّحْياني : وحكَى الكِسائي عن بَني أَسَدٍ وتَمِيمٍ وقيس هُوْ فَعَلَ ذلكَ بإسْكانِ الواوِ ؛ وأنْشَدَ لعبَيدٍ :

    ورَكْضُكَ لوْلا هُو لَقِيَ الذي لَقُوا

    فأَصْبَحْتَ قد جاوَرْتَ قَوْماً أَعادِيا (٧)

    __________________

    (١) في الصحاح : وفقاقة.

    (٢) سورة الذاريات ، الآية ٥٨.

    (٣) سورة الأنفال ، الآية ٣٢.

    (٤) سورة البروج ، الآية ١٣.

    (٥) اللسان وصدره في الصحاح بدون نسبة.

    (٦) اللسان والأول في الصحاح.

    (٧) اللسان وفيه «جاوزت» ولم أجده في ديوانه.