( كمثل صفوان عليه تراب
... )
وتعطي صورة الحجر المتكلس الذي يجتمع من
ذرات غير قابلة للانفصال يتماسك ويتوافر بعد أن يخالطه التراب المهيل من هنا وهناك
، فبعبارة تقاطر المطر وتدافع السيول ، بدلاً من أن يهش ويلين ويتفتت وإذا به يعود
كتلة حجرية واحدة ، صلباً لا ينفذ ، ومتحجراً لا ينفذ ، فإذا طالعتنا اللغة بأنه :
« الحجر الأملس »
اتضح مدلول الكلمة في عمقها عدم ثبات شيء عليها.
ثانياً
: والكلمة « وابل » من الآية نفسها ( فأصابه
وابل ... )
تدل لغوياً ، على الغيث المنهمر ،
والمطر المتدافع ، وتلمح مجازاً إلى الجود المتناهي في العطاء فهل يا ترى أن سيؤدي
معناها بضم هذه الصفات جميعاً لغظ سواها ، قد يؤدي معناها بعدة كلمات وإذا تم هذا
فهو يعني الخروج عن الإيجاز المتوافر في وابل إلى الأطناب الذي لا مسوغ له في عدة
ألفاظ أخر.
ثالثاً : والكلمة « لا يقدرون ».
بضمها إلى « ما كسبوا » في قوله تعالى :
( لا يقدرون على شيء
مما كسبوا )
فيها من
الدلالة على ما يلي :
تصوير لحالة الحرمان ، وإيذان بحلول
الفقر ، فلا المال المجموع بنافع ، ولا الآمال الموهومة بمتحققة ، يأس وادقاع مادي
من تلك الأموال ، وفقر معنوي من تلك الآمال سواء في الجزاء أو في الثواب الذين
توهموا حصولهما ، وعي متواصل يصلب القدرة والكسب معاً ، وهذا إنما يتأتى فهمه بحسب
العرف العام في تبادره لفهم معاني الألفاظ عند إطلاقها.