وبعدما انطوت سبعة أيّام من ولادة السّبط أمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يعقّ عنه بكبش ، ويوزّع لحمه على الفقراء ، كما أمر أن تعطى القابلة فخذاً منها (١) ، وكان ذلك من جملة ما شرّعه الإسلام في ميادين البِرّ والإحسان إلى الفقراء.
وأمر النبي (صلّى الله عليه وآله) أن يحلق رأس وليده ، ويتصدّق بزِنَته فضة على الفقراء (٢) ؛ فكان وزنه ـ كما في الحديث ـ درهماً ونصفاً (٣). وطلى رأسه بالخلوق (٤) ، ونهى عمّا كان يفعله أهل الجاهليّة من إطلاء رأس الوليد بالدم (٥).
__________________
(١) مسند الإمام زيد / ٤٦٨ ، تحفة الأزهار وزلال الأنهار ، وجاء في الذرّية الطاهرة عن عائشة : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عقّ عن الحسن والحسين شاتين شاتين ، وذبح عنهما يوم السابع ، وقال : «اذبحوا على اسمه فقولوا : بسم الله ، اللّهمّ لك وإليك ، هذه عقيقة فلان». وروى هذه الرواية الحاكم في المستدرك ٤ / ٢٣٧ ، وطعن بها شمس الدين الذهبي في تلخيص المستدرك ٤ / ٢٣٧ وقال : إنّ راويها سوار وهو ضعيف ، وذهب مشهور الفقهاء إلى استحباب ذبح شاة واحدة في العقيقة.
(٢) الرياض النضرة ، صحيح الترمذي ، نور الأبصار.
(٣) دعائم الإسلام ٢ / ١٨٥.
(٤) الخلوق : طيب مركّب من زعفران وغيره.
(٥) البحار ١٠ / ٦٨.