قصص الأنبياء والمرسلين ، سويد بن الصامت ، فإنّه قدم مكّة بعد بعثة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حاجّاً أو معتمراً ، فبلغه أمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فلقيه ، فدعاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى الله ، فقال له سويد : إنّ معي مجلّة لقمان. قال (صلّى الله عليه وآله) : «فاعرضها عليّ». فعرضها عليه ، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : «إنّ هذا لكلام حسن ، والذي معي أحسن منه ، قرآن أنزله الله عليّ هدىً ونور» (١).
ومن هذه الأحاديث : أحاديث ما قبل الإسلام من قصص الأنبياء والاُمم السّالفة التي رواها الطبري ومحمّد بن إسحاق ، والتي تنتهي أسنادها إلى عبارة : بعض أهل العلم من أهل الكتاب الأوّل.
وجاء الإسلام وأتى بالقرآن كتاباً وقرآناً يُتلى آناء اللّيل وأطراف النّهار ... ؛ فاحتاج إلى كتّاب يكتبونه ، بالإضافة إلى حفّاظ يحفظونه ... فكُتب القرآن الكريم على عهد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وحفظه آخرون على ظهر القلب.
وأمّا أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله) في تفسير القرآن وأخبار الشرائع والأديان ، وتفصيل المسائل والأحكام الشرعيّة ، وسيرته وسنّته وأخباره ومغازيه ... ، فإنّها بقيت هكذا غير مدوّنة حتّى ارتحل الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى ... وإنّما كان يحفظها ويُحدّث بها عن ظهر الغيب صحابته ممّن رآه وسمع حديثه.
وارتدّ عن الإسلام بعد وفاة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) جماعة ممّن كان قد استسلم له أيّام حياته ، فخرج أصحابه في الحروب والمغازي حتّى قُتل منهم يوم اليمامة أكثر من ثلثمئة رجل (٢) ، فأحسّوا بعد هذا بالحاجة إلى تدوين
_________________
(١) الطبري ٢ / ٥ ، ط دار المعارف ، واليعقوبي ٢ / ٠ ، ط النّجف.
(٢) الطبري ٣ / ٢٦٩ ، ط دار المعارف.