ومن الخصائص التي تتميز بها تجارة الثقاب هي الدَين طويل الامد الذي يعطي التجار الذين بهم حاجة مؤقته إلى النقود امكانية الاقتراض من الصرّافين المحليين مع ما يكلفهم ذلك من فائدة عالية ، ذلك انهم يشترون كمية معينة من صناديق الثقاب بالدَيْن ثم يبيعونها على الفور نقداً وباسعار مخفضة إلى العطارين فيكون ما يفقدونه في هذه العملية اقل من الفائدة التي تفرض على القروض. وفي ١٩٠٥ قررت بلدية بغداد ان تطبق على الثقاب تعليمات تقضي بخزنه في مستودعات خاصة خارج المدينة شأنه في ذلك شأن الكيروسين والسبيرتو ، مقابل مبلغ شهري معين غير ان هذه المحاولة لم يكتب لها النجاح لان تجار الجملة المحليين اشتكوا لدى اسطنبول مشيرين إلى ان فرض ضريبة اضافية على تجارة الثقاب من شأنه ان يضيق على تجارة هذه المادة الرخيصة. والجديدة في هذه التجارة هو ان الانتاج السويدي الذي كان في السابق يجلب كلياً عبر لندن اصبح منذ ١٩٠٦ أي منذ افتتاح خطوط (Hamburg Amerika Linie) يجلب عن طريق هامبورغ ، علماً بان المانيا تحاول ان تنشر في العراق استعمال انتاجها الخاص من الثقاب وهي تبيعه بسعر ثلاثة جنيهات استرلينية و ١٥ شلناً للصندوق الواحد وقد جلبت منه ١٢٨٨ صندوقاً في ١٩٠٦ و ٢٦٩٣٢ صندوقاً في ١٩٠٧.
ولم تكن المانيا تشارك ، قبل اقامة اتصال بحري مباشر بين هامبورغ والبصرة في ١٩٠٦ ، مشاركة متفوقة في أي من المواد التي يستوردها العراق وفارس وكانت تجارتها عبارة عن توريد غير منتظم لمختلف انواع البضائع التي هي في غالبيتها بضائع منافسة للبضائع النمساوية. فقد وردت مثلاً ٣٠% من المصابيح مقابل ٧٠% منها وردتها النمسا و ٢٥% من الجوخ مقابل ٧٥% وردتها النمسا ايضاً. كما انها شاركت في توريد نصف الاواني