وهي السفينتان القديمتان «البصرة» و «بغداد» ، والثلاث التي تعاقد عليها في ١٨٦٥ وهي : «الموصل» و «الفرات» و «الرصافة». وكان في نيته ان يضيف اليها بضعة سفن جديدة اخرى لانه فكر بان يمدد الملاحة البخارية في نهر دجلة إلى الموصل كما فكر بانشاء اتصال منتظم بواسطة الوباخر بين بغداد وحلب عن طريق نهر الفرات الذي اجريت فيه لهذا الغرض اعمال الكري والتصريف. غير ان المحاولتين كلتيهما لم يصادفا النجاح ولهذا فقد تحتم صرف النظر عن مواصلة العمل في تعميق نهر الفرات وعن شراء بواخر نهرية جديدة. لكن مدحت باشا حاول بالمقبل ان يحسن الملاحة في دجلة فانشأ لها ترسانة في البصرة وحوضاً جافاً في ماركيل (١) أو كوت فرنجي ، الذي يقع على الضفة اليمنى لشط العرب على مسافة ستة فرستات إلى الاعلى من البصرة.
ان همة الباشا العالي وطبيعته التي لا تعرف الكلل جعلته شخصاً لا يعرف الراحة أو الهدوء ، لذا فانه لم يترك في اثناء فترة حكمه للعراق أي ناحية من نواحي الحياة فيه دون أن يوليها عنايته ابتداءً من طريق المواصلات وانتهاءً بالزراعة. لقد كان يسعى إلى ربط بغداد بواسطة طريق مريحة بجميع العتبات المقدسة أي بكربلاء والنجبف وسامراء والكاظمين ولهذا فقد فكر ببناء سكك حديد وحاول ان يثير اهتمام الشاه ناصر الدين نفسه بهذه المسألة عندما قام هذا في ١٨٧٠ بزيارة إلى كربلاء والنجف ، حيث اقترح فتح النفائس الموجودة في مسجد النجف (٢) وتقدير قيمة التحف الموجودة فيه وبيعها في مزاد علني على ان تستخدم النقود المتأتية
__________________
(١) المعقل. (المترجم).
(٢) يقصد ضريح الامام علي (ع). (المترجم).