نصوص الحديث وأسانيده : وقد ظهر ممّا ذكرنا انّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أوجب على الاَُمّة قاطبة التمسُّك بالعترة الطيبة في الاَُمور الشرعية والتكاليف الاِلهية ، وأكَّد وجوبه وشدَّده وأوثقه وكرَّره بكلمات عديدة وألفاظ مختلفة بحيث لا يمكن إنكاره ولا يجوز تأويله ، وقد اكتفينا بذلك وأنّ كثيراً من طرق الحديث قد ضمن مضافاً إلى المذكورات ، ما يدل على حجّية أقوالهم ووجوب اتّباعهم وحرمة مخالفتهم(١).
والجدير بالمسلمين التركيز على مسألة تعيين المرجع العلمي بعد رحيل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ لا يسوغ في منطق العقل أن يترك صاحب الرسالة ، الاَُمّة المرحومة بلا راع ، وهويعلم أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم برحيله سوف يواجه المسلمون حوادث مستجدة ووقائع جديدة تتطلب أحكاماً غير مبيّنة في الكتاب والسنَّة ، فلا محيص من وجود مرجع علمي يحُلُّ مشاكلها ويذلّل أمامها الصعاب ، وقد قامصلىاللهعليهوآلهوسلم ببيان من يتصدّى لهذا المنصب بحديث الثقلين.
ومن العجب انّكثيراً من المسلمين يطرقون كلّباب إلاّباب أئمّة أهل البيت عليهمالسلام مع أنّهصلىاللهعليهوآلهوسلم لم يذكر شيئاً ممّا يرجع إلى غير هوَلاء ، فلا أدري ما هو وجه الاِقبال على غيرهم والاِعراض عنهم؟!
قال السيد شرف الدين العاملي : والصحاح الحاكمة بوجوب التمسك بالثقلين متواترة ، وطرقها عن بضع وعشرين صحابياً متضافرة. وقد صدع بها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم في مواقف له شتى.
تارة يوم غدير خم كما سمعت ، وتارة يوم عرفة في حجّة الوداع ، وتارة بعد انصرافه من الطائف ، ومرّة على منبره في المدينة ، وأُخرى في حجرته المباركة في
__________________
١. جامع أحاديث الشيعة : ١ / ١٣١ ـ ١٣٢.