قائمة الکتاب
إعدادات
تاج العروس [ ج ١٨ ]
تاج العروس [ ج ١٨ ]
المؤلف :محبّ الدين أبي فيض السيد محمّد مرتضى الحسيني الواسطي الزبيدي الحنفي
الموضوع :اللغة والبلاغة
الناشر :دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :604
تحمیل
واشْتَهَرَ بالدهقان أَبو سهْلِ بشرُ بنُ محمدِ بنِ أَبي بِشْرٍ الأَسْفَرايني ، رَوَى عنه الحاكِمُ أَبو عبْدِ الله وغيرُهُ.
[دهمن] : دَهْمَنٌ ، كجَعْفَرٍ : أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.
وهو للفُرْسِ : كالقَيْلِ لليَمَنِ.
[دين] : الدَّيْنُ : ما لَهُ أَجَلٌ (١) ويَنْقَسِمُ إلى الصَّحيحِ وغيرِ الصَّحيحِ ؛ فالصَّحِيحُ الذي لا يَسْقطُ إلَّا بإذاءٍ أَو إبراءٍ ، وغيرُ الصَّحيحِ ما يَسْقُط بدُونِهما كنُجومِ الكِتابَةِ ؛ قالَهُ المَناوِيُّ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى.
وما لا أَجَلَ له فَقَرْضٌ ، وقد ذُكِرَ في موْضِعِه ، وبَيْنهما وبَيْن السلمِ فروقٌ عُرْفيَّةٌ ذَكَرَها شرَّاحُ نَظْمِ الفصِيحِ ؛ ونَقَلَ الأصْمعيُّ عن بعضِ العَرَبِ إنَّما فَتْحَ دَالِ الدَّيْن لأنَّ صاحِبَه يَعْلو المدين ، وضَمَّ دَال الدُّنْيا لَابْتِنائِها على الشدَّةِ وكسْر دَالِ الدِّين لابْتِنائِه على الخُضوعِ.
ومِن المجازِ : الدَّيْنُ : المَوْتُ ، لأنَّه دَيْنٌ على كلِّ أَحدٍ سيقْضِيه إذا جاءَ مُتَقاضِيهُ ؛ ومنه المَثَلُ : رَماهُ اللهُ بدَيْنِه.
وكلُّ ما ليسَ حاضِراً دَيْنٌ ؛ ج أَدْيُنٌ ، كأَفْلُسٍ ، ودُيونٌ ؛ قالَ ثعْلَبَةُ بنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْل :
تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفَهُمْ |
|
ومَهْمَا تُضَمَّنُ من دُيُونِهِمُ تَقْضِي (٢) |
يعْني بالدُّيونِ ما يُنالُ مِن جَناها ، وإن لم يكنْ دَيناً على النَّخْل كقَوْلِ الأَنصارِيُّ :
أَدِينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَم |
|
ولكنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ (٣) |
والقَراوِحُ مِن النَّخِيلِ : التي لا كَرَبَ لها ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.
ودِنْتُه ، بالكسْرِ دَيْناً ، وأَدَنْتُه إدانَةً : أَعْطَيْتُه إلى أَجَلٍ فصارَ عليه دَيْنٌ. تقولُ منه : أَدِنِّي عَشرةَ دَرَاهِم ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبِ :
أَدَانَ وَأنْبَأَه الأَوَّلُونَ |
|
بأَنَّ المُدانَ مَلِيٌّ وفِيٌّ (٤) |
وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : دِنْتُه : أَقْرَضْتُه ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
وأَدَنْتُه : اسْتَقْرَضْتُه منه.
ودَانَ هو : أَخَذَه ؛ وقيلَ : دانَ فلانٌ يَدِينُ دَيْناً : اسْتَقْرَضَ وصارَ عليه دَيْنٌ ، فهو دائِنٌ (٥) ، وأَنْشَدَ الأحْمرُ للعُجَيْر السَّلُوليّ :
نَدِينُ ويَقْضي اللهُ عَنَّا وقد نَرَى |
|
مَصارعَ قومٍ لا يَدِينُون ضُيَّعا (٦) |
كذا في الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي : وصوابُه ضُيِّع ، بالخَفْضِ لأنَّ القَصِيدَةَ كُلّها مَخْفُوضَة.
ورجُلٌ مَدِينٌ ، كمَقِيلٍ ، ومَدْيونٌ ، وهذه تَمِيمِيّة ، ومُدانٌ ، كمُجابٍ ، وتُشَدَّدُ دَالُه : أَي لا يَزالُ عليه دَيْنٌ.
أَو رجُلٌ مَدْيونٌ : كثيرٌ (٧) ما عليه مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ :
وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ |
|
مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ مَدْيونِ (٨) |
وقالَ شَمِرٌ : ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ : كثُرَ عليه الدَّيْنُ وأَنْشَدَ :
__________________
(١) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من نسخة الشارح. ونصها : «كالدِّيْنَةِ بالكسر».
(٢) اللسان.
(٣) اللسان والتهذيب.
(٤) ديوان الهذليين ١ / ٦٥ واللسان والتهذيب والصحاح.
(٥) اللسان والصحاح والتهذيب والتكملة ، قال الصاغاني : والرواية «ضيع» والقافية مخفوضة ، وقبله :
فعد صاحب اللحام سيفا تبيعه |
|
وزد درهماً فوق المغالين واخنعِ |
يبت ليلنا نعمى ويمسس بئيسنا |
|
زذايا بمستن من الموت زعزعِ |
هكذا أنشده السيرافي ولم أجده في شعره مخفوضاً ولا مفتوحاً.
(٦) في القاموس : «ورجلٌ دائنٌ».
(٧) في اللسان : كثر.
(٨) اللسان.