قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٨ ]

    214/604
    *

    واشْتَهَرَ بالدهقان أَبو سهْلِ بشرُ بنُ محمدِ بنِ أَبي بِشْرٍ الأَسْفَرايني ، رَوَى عنه الحاكِمُ أَبو عبْدِ الله وغيرُهُ.

    [دهمن] : دَهْمَنٌ ، كجَعْفَرٍ : أَهْمَلَه الجوْهرِيُّ وصاحِبُ اللِّسانِ.

    وهو للفُرْسِ : كالقَيْلِ لليَمَنِ.

    [دين] : الدَّيْنُ : ما لَهُ أَجَلٌ (١) ويَنْقَسِمُ إلى الصَّحيحِ وغيرِ الصَّحيحِ ؛ فالصَّحِيحُ الذي لا يَسْقطُ إلَّا بإذاءٍ أَو إبراءٍ ، وغيرُ الصَّحيحِ ما يَسْقُط بدُونِهما كنُجومِ الكِتابَةِ ؛ قالَهُ المَناوِيُّ ، رَحِمَه اللهُ تعالَى.

    وما لا أَجَلَ له فَقَرْضٌ ، وقد ذُكِرَ في موْضِعِه ، وبَيْنهما وبَيْن السلمِ فروقٌ عُرْفيَّةٌ ذَكَرَها شرَّاحُ نَظْمِ الفصِيحِ ؛ ونَقَلَ الأصْمعيُّ عن بعضِ العَرَبِ إنَّما فَتْحَ دَالِ الدَّيْن لأنَّ صاحِبَه يَعْلو المدين ، وضَمَّ دَال الدُّنْيا لَابْتِنائِها على الشدَّةِ وكسْر دَالِ الدِّين لابْتِنائِه على الخُضوعِ.

    ومِن المجازِ : الدَّيْنُ : المَوْتُ ، لأنَّه دَيْنٌ على كلِّ أَحدٍ سيقْضِيه إذا جاءَ مُتَقاضِيهُ ؛ ومنه المَثَلُ : رَماهُ اللهُ بدَيْنِه.

    وكلُّ ما ليسَ حاضِراً دَيْنٌ ؛ ج أَدْيُنٌ ، كأَفْلُسٍ ، ودُيونٌ ؛ قالَ ثعْلَبَةُ بنُ عُبَيْدٍ يَصِفُ النَّخْل :

    تُضَمَّنُ حاجاتِ العِيالِ وضَيْفَهُمْ

    ومَهْمَا تُضَمَّنُ من دُيُونِهِمُ تَقْضِي (٢)

    يعْني بالدُّيونِ ما يُنالُ مِن جَناها ، وإن لم يكنْ دَيناً على النَّخْل كقَوْلِ الأَنصارِيُّ :

    أَدِينُ وما دَيْني عليكم بمَغْرَم

    ولكنْ على الشُّمِّ الجِلادِ القَراوِحِ (٣)

    والقَراوِحُ مِن النَّخِيلِ : التي لا كَرَبَ لها ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

    ودِنْتُه ، بالكسْرِ دَيْناً ، وأَدَنْتُه إدانَةً : أَعْطَيْتُه إلى أَجَلٍ فصارَ عليه دَيْنٌ. تقولُ منه : أَدِنِّي عَشرةَ دَرَاهِم ؛ قالَ أَبو ذُؤَيْبِ :

    أَدَانَ وَأنْبَأَه الأَوَّلُونَ

    بأَنَّ المُدانَ مَلِيٌّ وفِيٌّ (٤)

    وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : دِنْتُه : أَقْرَضْتُه ؛ نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.

    وأَدَنْتُه : اسْتَقْرَضْتُه منه.

    ودَانَ هو : أَخَذَه ؛ وقيلَ : دانَ فلانٌ يَدِينُ دَيْناً : اسْتَقْرَضَ وصارَ عليه دَيْنٌ ، فهو دائِنٌ (٥) ، وأَنْشَدَ الأحْمرُ للعُجَيْر السَّلُوليّ :

    نَدِينُ ويَقْضي اللهُ عَنَّا وقد نَرَى

    مَصارعَ قومٍ لا يَدِينُون ضُيَّعا (٦)

    كذا في الصِّحاحِ.

    قالَ ابنُ بَرِّي : وصوابُه ضُيِّع ، بالخَفْضِ لأنَّ القَصِيدَةَ كُلّها مَخْفُوضَة.

    ورجُلٌ مَدِينٌ ، كمَقِيلٍ ، ومَدْيونٌ ، وهذه تَمِيمِيّة ، ومُدانٌ ، كمُجابٍ ، وتُشَدَّدُ دَالُه : أَي لا يَزالُ عليه دَيْنٌ.

    أَو رجُلٌ مَدْيونٌ : كثيرٌ ) ما عليه مِن الدَّيْنِ وأَنْشَدَ الجوْهرِيُّ :

    وناهَزُوا البَيْعَ من تُرْعِيَّةٍ رَهِقٍ

    مُسْتأْرَبٍ عَضَّه السلطانُ مَدْيونِ (٨)

    وقالَ شَمِرٌ : ادَّانَ الرَّجلُ بالتَّشديدِ : كثُرَ عليه الدَّيْنُ وأَنْشَدَ :

    __________________

    (١) بعدها زيادة في القاموس. سقطت من نسخة الشارح. ونصها : «كالدِّيْنَةِ بالكسر».

    (٢) اللسان.

    (٣) اللسان والتهذيب.

    (٤) ديوان الهذليين ١ / ٦٥ واللسان والتهذيب والصحاح.

    (٥) اللسان والصحاح والتهذيب والتكملة ، قال الصاغاني : والرواية «ضيع» والقافية مخفوضة ، وقبله :

    فعد صاحب اللحام سيفا تبيعه

    وزد درهماً فوق المغالين واخنعِ

    يبت ليلنا نعمى ويمسس بئيسنا

    زذايا بمستن من الموت زعزعِ

    هكذا أنشده السيرافي ولم أجده في شعره مخفوضاً ولا مفتوحاً.

    (٦) في القاموس : «ورجلٌ دائنٌ».

    (٧) في اللسان : كثر.

    (٨) اللسان.