قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٧ ]

    206/381
    *

    والكَيْدَمَةُ ، كحَيْدَرَةٍ : قَرْيَةٌ بالمدِينَةِ في بَني النّضِيرِ ، عن ياقوت.

    [كرم] : الكَرَمُ ، محرَّكةً : ضِدُّ اللُّؤْمِ ، يكونُ في الرَّجُل بنفْسِه ، وإن لم يكنْ له آباءٌ ، ويُسْتَعْملُ في الخَيْلِ والإِبِلِ والشَّجَرِ وغيرِها مِن الجَواهِر إذا عَنوا العِتْقِ ، وأَصْلُه في الناسِ.

    قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : كَرَمُ الفَرَسِ أَنْ يَرِقَّ جلْدُه ويَلِينَ شَعَرُه وتَطِيبَ رائِحَتُه.

    وقالَ بعضُهم : الكَرَمُ مِثْل الحرِيَّة إلَّا أَنَّ الحريَّةَ قد تُقالُ في المحاسِنِ الصَّغِيرَةِ والكَبيرَةِ ، وِالكَرَمَ لا يُقالُ إلَّا في المحاسِنِ الكَبيرَةِ كإِنْفاقِ مالٍ في تَجْهِيزِ غزَاةٍ وتَحَمُّلِ حمالةٍ يُوقَى بها دَمُ قَوْمٍ.

    وقيلَ : الكَرَمُ ، إفادَةُ ما يَنْبَغي لا لغَرَضٍ فمَنْ وَهَبَ المَال لجلْبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضَرَرٍ أَو خَلاصٍ من ذَمِّ فليسَ بكَرِيمٍ.

    وقد كَرُمَ الرَّجُلُ وغيرُهُ ، بضمِّ الرَّاءِ ، كَرامةً ، على القِياسِ والسماعِ ، وِكَرَماً وِكَرَمَةً ، محرَّكَتَيْنِ سماعِيَّان ، فهو كَرِيمٌ وِكرِيمَةٌ وِكِرْمَةٌ ، بالكسْرِ ، وِمُكْرَمٌ وِمُكْرَمَةٌ ، بضمِّهما ، وِكُرامٌ ، كغُرابٍ.

    وِإذا أَفْرَطَ في الكَرَمِ قيلَ : كُرَّامٌ مِثْل رُمَّانٍ ورُمَّانَةٍ ، ج أَي جَمْعُ الكَرِيم كُرماءُ وِكِرامٌ بالكسْرِ.

    وِإِنَّه لكَرِيمٌ مِن كَرائِمِ (١) قَوْمِهِ ، على غيرِ قِياسٍ ، حَكَى ذلِكَ أَبو زيْدٍ.

    وإنَّه لكَرِيمَةٌ مِن كَرائِمِ قَوْمِه ، وهذا على القِياسِ وإليه أَشارَ الجَوْهرِيُّ بقَوْلِهِ ؛ ونِسْوةٌ كَرائِمٌ.

    وِجَمْعُ الكُرّامِ ، كرُمَّانٍ كُرَّامونَ (٢) ؛ قالَ سِيْبَوَيْه : لا يُكَسَّرُ كُرَّامٌ اسْتَغْنوا عن تَكْسِيرِه بالواوِ والنونِ.

    وِرجُلٌ كَرَمٌ ، محرَّكةً ، أَي كرِيمٌ يُسْتَعْملُ للواحِدِ ، وهو ظاهِرٌ ، والجَمْعِ ، كأَدِيمٌ وأَدَمٌ ؛ وكَذلِكَ امْرأَةٌ كَرَمٌ ونِسْوَةٌ كَرَمٌ ، لأنَّه وُصِفَ بالمَصْدَرِ ؛ نَقَلَه اللَّيْثُ.

    وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ لسعيدِ بنِ مشجوجٍ (٣) الشَّيْبانِيِّ ، وكذا ذَكَرَه السِّيرافِيُّ وذَكَر أَيْضاً أَنَّه لرجُلٍ مِن تَيْمِ اللَّاتِ بنِ ثَعْلَبَةَ اسْمُه عيسَى ؛ وذَكَرَ المبرِّدُ في أَخْبارِ الخَوارِجِ أَنَّه لأبي خالِدٍ القَنانيِّ :

    لقدْ زادَ الحَياةَ إِليَّ حُبَّا

    بَناتي أَنَّهُنَّ من الضِّعافِ (٤)

    مخافَةَ أَنْ يَرَيْنَ البُؤْسَ بَعْدِي

    وِأَنْ يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صافي

    وِأَنْ يَعْرَيْنَ إنْ كُسِيَ الجَوارِي

    فَتَنْبُو العينُ عن كَرَمٍ عِجافِ

    قالَ الأَزْهرِيُّ : والنَّحويّون ، ينْكِرُون ما قالَ اللّيْث ، إِنَّما يقالُ رجُلٌ كَرَمٌ (٥) ، وقَوْمٌ كِرامٌ ، ثم يقالُ (٦) : رجُلٌ كَرَمٌ ، ورِجالٌ كَرَمٌ ، كما يقالُ : رجُلٌ عَدْلٌ وقَوْمٌ عَدْلٌ.

    قالَ سِيْبَوَيْه : وِمِمَّا جاءَ مِنَ المَصادِرِ على إضْمارِ الفِعْلِ المَتْروك إظْهاره ولكنَّه في معْنَى التعَجُّبِ قَوْلَكَ : كَرَماً وصَلَفاً ، أَي أَلْزَمَكَ الله ، وِأَدامَ اللهَ لَكَ كَرَماً ، ولكنَّهم خَزَلوا الفِعْلَ هنا لأَنَّه صارَ بدلاً مِن قَوْلِكَ : أَكْرِمْ به وأَصْلِفْ.

    وِممَّا يخصُّ به النِّداءُ قَوْلَهم : يا مَكْرَمانُ بفتحِ الميمِ والرَّاءِ ، حَكَاه الزَّجَّاجيُّ ، وقد حُكِي في غيرِ النِّداءِ فقيلَ : رجُلٌ مَكْرَمانُ عن أَبي العميثلِ الأَعْرَابِيِّ ؛ للكَرِيمِ الواسِعِ الخُلُقِ والصَّدْرِ.

    __________________

    (١) في القاموس : وكرائمُ بالرفع ، والكسر ظاهر.

    (٢) في القاموس : الكُرَّامون.

    (٣) في اللسان : مسحوح.

    (٤) الأبيات في ديوان شعر الخوارج ص ٧١ ـ ٧٢ من سبعة أبيات في شعر عيسى بن فاتك الخطي ، وانظر تخريجها فيه ، ففي الديوان ثبت بالمراجع ومختلف الروايات. وكان عيسى إذا أراد الخروج تعلق به بناته فيقيم ، فقال في ذلك ، وخرج من بعد ، وذكر الأبيات. وتنسب الأبيات لأبي خالد القناني أو لمحمد بن عبد الله الأزدي ، أو لسعيد بن مسجوح أو مسجوج. أو مشجوج أو مسحوح ، وقيل لغيرهم.

    (٥) في التهذيب : ويقولون : رجل كريم ....

    (٦) في التهذيب : ولكن يقال.