قوليهما ، ليظهر الاتفاق بين ما يعتقدانه ، ويزول الشك والارتياب عن قلوب الناظرين في كتبهما ...).
هذه المسألة الهامة هي أن أهل زمانة ، أي أهل القرن العاشر الميلادي الذي عاش فيه الفارابي ، أدركوا الاختلافات الموجودة بين فلسفتي افلاطون وارسطو ، وبحثوها وتناقشوا فيها. وهذا الواقع يسمح لنا بالاستنتاجات التالية :
أولاً : إن الفارابي لم يكن أكثر وعياً من مفكري عصره ولا اثقب نظراً ، ولا أوسع ثقافة ، وانه كان يوجد في القرن العاشر مفكرون آخرون أصح رؤية للأمور منه يجدر بنا التنقيب عنهم ودراستهم.
ثانياً : رد الادعاء القائل ان المفكرين العرب لهم يفهموا الفلسفة اليونانية عل حقيقتها قبل ابن رشد. ان هذا الادعاء يننطبق علي الفارابي وابن سينا والغزالي ... الخ ، ولكنه لا ينطبق علي سائر المفكرين الذين اشار اليهم الفارابي في هذا النص ، ولم يسمهم ، وليته فعل ذلك.
ونري انفسنا مناسقين الي التساؤل عن الاسباب التي تضافرت علي تضليل الفارابي ، وحجبت عنه الحقيقة.
اننا لا نستطيع أن نعزو ذلك الي عصره أو مجتمعه. لأنه يعترف ان أكثر أهل زمانه كانوا يتجادلون حول الاختلاف الكبير بين آراء قطبي الفلسفة اليونانية الكبيرين في مختلف الموضوعات.
ولا نستطيع أن نرجع ذلك اي استهانته بالاجماع ، اجماع الآراء