استعمال المحوو
مقابلته بأم الكتاب إنما يناسب مقام التسجيل والكتابة ، التي هي كناية عن التقدير
والتسجيل بسير الأ سباب ـ وإن كان نوعياً ـ.
ولا يناسب في المقام إفناء العين
الموجودة ، مضافاً إلى أنّه عند إرادة الإفناء لا يبقى لقوله تعالى : (وعنده
أمّ الكتاب)
معنىً تأسيسيّ ترتبط
به أطراف الكلام في الآية ، ويناسب ذكر المحو والإثبات ، كما لاينبغي أن يخفى.
ويدفعه
ثانياً : احتجاج الإمام عليه السلام بهذه الآية
للبداء ، وكذا الكثير من استشهادات الأئمة بهذه الآية.
* * *
وأما
البداء فهو بمعنى الظهور. مأخوذ
من : بدا يبْدو بدواً وبُدُوّاً وبداءةً وبداءً وبدوءً ، فيقال : فلان بدا له في
الرأي ، أي ظهر له ما كان مخفيّاً عنه ، وفلان برز فبداله من الشجاعة ما كان
مخفيّأً عن الناس .
فمعنى بدا في المثالين واحد ، ولكنّ
الاختلاف فيهما جاء من ناحية اللام وربطها للظهور.
____________