سبحانه طاعته على
خلقه ولم يجعل لهم من الامر شيئاً وان لا يتعاطوا حكماً على عيب احد بدلالة ولاظن
لقصور عملهم عن علم انبيائه الذي فرض عليهم الوقوف عما ورد عليهم حتى يأتيهم امره
فانه سبحانه ظاهر عليهم الحجج فاجعل عليهم الحكم في الدينا الا بما ظهر المحكوم
عليه ففرض على نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقاتل اهل الاوثان حتى يسلموا فيحقن دمائهم
اذا اظهروا الاسلام واعلم انه لايعلم صدقهم بالاسلام الا الله تبارك وتعالى ثم
اطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على قوم يظهرون الاسلام ويسرون غيره ولم يجعل
له ان يحكم عليهم بخلاف حكم الاسلام ولم يجعل له ان يقضيي عليهم في الدينا بخلاف
ما اظهروا فقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا
ولكن قولو اسلمنا يعني اسلمنا بالقول مخافة القتل والسبا ثم اخبر انه يجزيهم ان
اطاعوا الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم يعني ان احدثوا طاعة رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقال في المنافقين وهم صنف ثان اذا جاءك المنافقون قال انشهد انك
لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقين لكاذبون اتخذوا ايمانهم
جنة يعني جنة من القتل وقال سيحلفون بالله لكم انهم لمنكم وماهم منكم (الاية) فامر
بقول ما اظهروا ولم يجعل سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم ان يحكم عليهم بخلاف حكم
الايمان وقد اعلم الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم انهم في الدرك الاسفل من
النار فجعل حكمه سبحانه على سرائرهم وحكم نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا على
علانيتهم الى ان قال وقد كذبهم في قولهم في كل ذلك وبذلك اخبر النبي صلى الله عليه
وسلم عن الله سبحانه بما اخبرنا مالك عن ابن شهاب عن عطاء بن يزيد عن عبيدالله بن
يزيد بن عدي بن الخبار ان رجلا سار النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدر ما ساره حتى
جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا هو يساره في قتل رجل من المنافقين قال
النبي صلى الله عليه وسلم اليس يشهد ان لا اله الا الله قال بلى ولاصلوة له فقال
النبي صلى الله عليه وسلم