والتفكّر في حقائق الكلمات ، فإنّ ذلك يرشد المستعدّ إلى درجات العرفان ،
ويهديه إلى حقائق القرآن ، ودقائق البيان.
ولعلّ التزويج
بالحور العين كناية عن تلك الدرجة من الإيقان.
ولا شكّ أنّ
الفائز بذلك المقام مصاحب لمحمّد صلّى الله عليه وآله سيّد الأنام ، كيف ولا يفوز
بتلك الدرجة إلّا من عرف مقام محمّد صلّى الله عليه وآله بحسب إمكانه ، وأيقن
بمقام استعداده صلّى الله عليه وآله لقبول تجلّيات الحقّ في تلك المخاطبات
الذوقيّة ، والمحاضرات الشوقيّة.
وقال الصادق
عليه السلام : والله لقد تجلّى الله لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون .
وقال أيضا وقد
سألوه عن حالة لحقته في الصلاة حتّى خرّ مغشيّا عليه ، فلمّا أفاق قيل له في ذلك ،
فقال : ما زلت اردّد الآية على قلبي وعلى سمعي حتّى سمعتها من المتكلّم بها ، فلم
يثبت جسمي لعناية قدرته .
وفي مصباح
الشريعة : من قرأ القرآن ولم يخضع لله ولم يرقّ قلبه ولم ينشئ حزنا ووجلا في سرّه
فقد استهان بعظم شأن الله ، وخسر خسرانا مبينا ، فقارئ القرآن يحتاج إلى ثلاثة
أشياء : قلب خاشع ، وبدن فارغ ، وموضع خال ، فإذا خشع لله قلبه فرّ منه الشيطان
الرجيم ، قال الله : (فَإِذا قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ) .
__________________