عمّاراً ، ألم يقل الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في عمار : إن عمّاراً ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه؟ (١)
قلت له : نعم.
قال : فمن أين جاء؟ فأين له وجه الاجتهاد كي يحصل على نصف الأجر ، وهو قد قتل الصحابي الجليل عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : صبراً صبراً آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة (٢)؟ فأين له من عمار بن ياسر؟
__________________
١ ـ روى الواحدي النيسابوري في أسباب نزول الآيات : ١٩٠ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن عماراً ملئ إيماناً من قرنه إلى قدمه ، واختلط الإيمان بلحمه ودمه.
وروى ابن أبي شيبة بالإسناد عن هانئ بن هانئ ، قال : كنّا جلوساً عند علي عليهالسلام ، فدخل عمّار فقال : مرحباً بالطيِّب المطيب ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : إن عماراً ملئ إيماناً إلى مشاشه.
راجع : المصنّف ، ابن أبي شيبة الكوفي : ٧/٢١٧ ح ٧ ، تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر : ٤٣/٣٩١ ـ ٣٩٢ ، تهذيب الكمال ، المزي : ٢١/٢٢٢ ، سير أعلام النبلاء ، الذهبي : ١/٤١٣ ، تهذيب التهذيب ، ابن حجر : ٧/٣٥٨ ، الإصابة ، ابن حجر : ٤/٤٧٣ ، كنز العمال ، المتقي الهندي : ١١/٧٢٤ ح ٣٣٥٤٠.
وعن عمرو بن شرحبيل قال : قال رسول الله 6 : إن عماراً ملئ إيماناً إلى مشاشه. المصنف ابن أبي شيبة الكوفي : ٧/٢١٧ ح ٦.
وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٠/١٠٣ روى الحديث مثله وقال : ويروى إلى أخمص قدميه.
قال ابن حجر في فتح الباري : ٧/٧٢ : وقد جاء في حديث أن عماراً ملئ إيماناً إلى مشاشه. أخرجه النسائي بسند صحيح ، والمشاش بضمِّ الميم ومعجمتين الأولى خفيفة ، وهذه الصفة لا تقع إلاَّ ممن أجاره الله من الشيطان.
وقال المناوي في فيض القدير : ٤/٤٧٣ ح ٥٦٠٤ : ( عمار ملئ إيماناً إلى مشاشه ) بضمِّ الميم بضبط المصنّف ؛ أي ملأ الله جوفه به حتى تعدَّى الجوف ووصل إلى العظام الظاهرة ، والمشاش رؤوس العظام ، وفي رواية أبي نعيم أيضاً : عمار ملي إيماناً من قرنه إلى قدمه قال : يعني مشاشه.
٢ ـ المستدرك ، الحاكم النيسابوري : ٣/٣٨٣ و٣٨٨ ـ ٣٨٩ ، وقال : صحيح على شرط مسلم ولم