الموجودات فيه على
الإطلاق. ومن هنا صحّ لها أن تدعو وتقول : اللهمّ تقبّل منّا هذا القربان.
المستوى
الثالث : الموافقة مع الحسين عليهالسلام نفسيّاً وقلبيّاً
وعاطفيّاً ، وبالتالي الموافقة الحقيقيّة على عَمل الحسين عليهالسلام وتضحيته ، وعلى هدف
الحسين عليهالسلام
ورسالته ، حتّى أنّ الفرد المُحبّ له يحسّ كأنّه أعطى قطعة من قلبه أو كبده ، وأنّها
قُتلت فعلاً بمقتل الحسين عليهالسلام.
وأنّهُ ـ أعني المُحبّ ـ وإن كان حيّاً
يُرزق في هذه الدنيا وفي كلّ جيل ، إلاّ أنّ التضحية تضحيّته والعمل عمله. ويكفينا
من ذلك ما وردَ : «إنّما الأعمال بالنيّات ولكلّ امرئ ما نوى» ، «إنّ نيّة المؤمن خيرٌ من عَمله» ، وما ورد : «إنّ الراضي بفعل قوم
كفاعله»
، وما وردَ :
«إنّ الفرد يُحشر مع مَن يُحبّ» ، إلى غير ذلك من المضامين التي تجعل
التضحية التي قام بها الحسين عليهالسلام
، منتشرة فعلاً لدى كلّ محبّيه والمتعاطفين معه على مدى الأجيال ، وإنّ كلّ واحدٍ
منهم يستطيع أن يقول :
اللهمّ تَقبّل منّا هذا القربان ، وليس
العقيلة زينب فقط.
وقد يخطر في البال في حدود هذه التضحيات
المشار إليها : أنّ الأجيال كلّها يجب أن تكون مثل الحسين عليهالسلام في تضحيّته الجسيمة
وفعلته
__________________