الحادث والقديم :
الحادث لغة يعني الجديد ويقابله القديم
، وهما مفهومان نسبيان إضافيان ، بمعنى أن كلاً منهما يصدق على شيءٍ بالقياس إلى
غيره ، فكتاب «الأسفار» للملاّ صدرا قديم قياساً إلى كتاب «المنظومة» للملاّ هادي
السبزواري ، لأن الكتاب الأول قد كتب قبل أربعة قرون بينما كُتب الثاني قبل قرنين
من الزمان ، فالأول قديم بالقياس إلى الثاني ، والثاني حادث بالقياس إلى الأول ، بينما
يعتبر الكتاب الثاني ـ كتاب المنظومة ـ قديما بالقياس إلى كتابي «البداية» و «النهاية»
للعلامة الطباطبائي
حيث تمّ تأليفهما بعد قرنين من تأريخ تأليف كتاب المنظومة.
وهذا المعنى للقدم والحدوث متداول عند
العُرف العام للناس. وأما في الاصطلاح الفلسفي فإنَّ الحادث يعني؛ المسبوق في
وجوده بعدم سواء كان السبق سبقا زمانيا أو غيره كالإنسان مثلاً في ذاته وماهيته
خلو من كل وجود ، شأنه شأن بقية الماهيات التي يفاض عليها الوجود بعد ذلك ، فهي في
ذاتها مفتقرة إلى الوجود ، وعلى خلافه القديم ، أي إنه في وجوده غير مسبوق بعدم
كوجود الله جَلّ وَعلا.
وقد وقع خلاف شديد بين الفلاسفة
والمتكلّمين فيما يتعلق بتحديد الحادث
__________________