بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة
والسلام علي محمد وآله الطاهرين
* * *
لم تجد البشرية منذ ميلادها حتي اليوم
نظاماً محكماً رائعاً في مقاصده وأهدافه ، ومراميه وأغراضه ؛ كالدين الاسلامي
القويم.
ولا غرابة في ذلك ولا عجب ، فهو النظام
الذي وضعه خالق الخلق لاسعاد الناس وخيرهم ، وتنظيم شؤونهم العامة علي اختلافها
تنظيماً دقيقاً يدفع بسفينة البشرية نحو شاطئها المأمول ، شاطئ العدالة والرفاه
والسلام والحرية.
وإذا كان لدينا ما نأسف له كلَّ الأسف
فهو جهلنا بحقيقة هذا النظام السامي ، ومفاهيمه البنّاءة ، ومقابيسه العادلة ،
وركائزه القوية التي تهدف إلي الخلق المجتمع الحر الفاضل ، المنطلق نحو الرقي
والتقدم والتكامل والازدهار.
ونعتقد أن السبب الأول لهذا الجهل أو
الفهم السئ ناشئ من تلك المناهج الفاسدة والأساليب الشاذة والأطماع الدخيلة
والأهواء الضالة التي وشَّحها الأجانب المغرضون ومقلدوهم الجهلة والمتجاهلون باسم
«المنهجية!» و «النقد الفني!» و «التحرر الفكري!» وما شابه ذلك من الألفاظ البراقة
التي خدعوا بها النشئ الجديد لابعاده عن فهم حقائق دينه القويم ؛ ونظامه الذي «لا
ريب فيه هدي للمتقين».