فحينئذ ، كلّ من بقي على عهده مع رسول
الله فنحن أيضاً نعاهده على أنْ نقتدي به ، وهذا ما ذكرناه أوّلاً في بداية البحث.
الاية
الرابعة : قوله تعالى : (واَلسَّابِقُونَ
الاَْوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالاَْنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم
بِإحْسَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات
تَجْرِي تَحْتَهَا الاَْنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) .
والاستدلال بهذه الاية لعدالة عموم
الصحابة في غير محلّه ، لانّ موضوع الاية (السَّابِقُونَ
الاَْوَّلُونَ)
، وأيّ علاقة بعموم الصحابة؟ تريدون من هذه الاية أنْ تثبتوا عدالة مائة ألف شخص
بالاقل ، وهي تقول (السَّابِقُونَ
الاَوَّلُونَ).
حينئذ من المراد من السابقين الاوّلين؟
قيل : أهل بدر ، وقيل : الذين صلّوا القبلتين ، وقيل : الذين شهدوا بيعة الشجرة.
كما اختلفوا أيضاً في معنى التابعين (وَالَّذِينَ
اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَان)
على أقوال عديدة موجودة في تفاسيرهم .
وأخرج البخاري عن البراء بن عازب قيل له
: طوبى لك ، صحبت النبي وبايعته تحت الشجرة ، قال : إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده .
__________________