الأنظار نحوه ، تنحنح
تنحنحاً عالياً ، فاتَّجه النّاس نحوه ، وأبهرهم الحال ، فشرع في قراءة سورة الكهف
إلى قوله تعالى : (اِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ
وَزِدْنَاهُمْ هُدىً)
.
وعجب الحاضرون ؛ إذ لم تعهد هذه الفصاحة
والإتيان على مقتضى الحال من رأس مقطوعٍ ، وبقي النّاس واجمون لا يدرون ما يصنعون.
ولمّا صُلب على شجرة بالكوفة ، سُمع
يقرأ قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ
الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَب يَنقَلِبُونَ) .
قال هلال بن معاوية : سمعت رأس الحسين عليهالسلام يخاطب حامله ، ويقول
: «فرّقتَ رأسِي وبَدني ، أفرقَ اللّهُ بينَ لحمِكَ وعظمِكَ ، وجعلكَ آيةً ونكالاً
للعالمين». فرفع اللعينُ سوطاً وأخذ يضرب بين رأسه المُطهّر .
وحدّث سلمة بن الكهيل : أنّه سمع رأس
الحسين عليهالسلام
بالكوفة يقرأ ، وهو مرفوع على الرمح : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ
اللّهُ وَهُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ)
.
كما سمعه ابن وكيدة يقرأ القرآن فشكّ
أنّه صوته ؛ حيث لم يعهد مثله يتكلّم ، فإذا الإمام عليهالسلام
يخاطبه : «يابنَ وكيدة ، أما علمتّ أنَّ معاشرَ الأئمّة أحياءٌ عند ربِّهم يُرزقون».
فزاد تعجّبه وحدّث نفسه
__________________